أبدى قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، استعداده لخوض مفاوضات مع تركيا، من شأنها أن تخفف من التوتر السائد بين الطرفين منذ سنوات.
وقال عبدي في حوار مع موقع “المونتور” نشر أمس، الخميس 23 من كانون الثاني، “بذلنا قصارى جهدنا لإصلاح مشاكلنا مع تركيا”، لافتًا إلى أن قواته أجرت محادثات مباشرة مع تركيا في الماضي، مبديًا استعداده للقيام بذلك مرة أخرى.
وأكد عبدي أن قواته قامت بما وصفها بـ”إشارات لبناء الثقة وحسن النية”.
وقال في هذا السياق، “نعلم أن تركيا تريد إعادة رفات سليمان شاه إلى كوباني وإعادة بناء قبره هناك”.
ولفت إلى أنهم سيكونون سعداء بمساعدة تركيا للقيام بمثل هذه العملية، لكن بشرط ألا تخطئ تركيا في فهم حسن نيتنا على أنه ضعف، وفق قوله.
وعن دور أمريكا في مثل هذه المحادثات في حال حدثت، أكد عبدي أن الولايات المتحدة حريصة على الوساطة في السلام بينهم وبين تركيا.
وقال إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعطاه وعدًا خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما، إذ أخبره أنه سيتحدث مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لإصلاح المشكلة في سوريا، وأكد عبدي لترامب أنهم يريدون حل الخلافات مع تركيا.
وكانت وزارة العدل التركية طلبت من الولايات المتحدة الأمريكية إلقاء القبض على عبدي، في حال دخوله إلى أمريكا.
وقال وزير العدل التركي، عبد الحميد جول، بحسب وكالة “الأناضول”، في 25 من تشرين الأول 2019، إنه “بمجرد دخول الإرهابي المدعو مظلوم كوباني إلى الولايات المتحدة، ستتم المراسلات اللازمة بشأن إجراءات الاعتقال المؤقت”.
ويعتبر قائد “قسد”، فرهاد عبدي شاهين، المعروف باسم مظلوم كوباني، قائدًا جدليًا تصنفه تركيا على قوائم “الإرهاب” (قائمة النشرة الحمراء للمطلوبين) كونه على ارتباط بـ”حزب العمال الكردستاني”، بحسب رواية أنقرة.
في العراق وسوريا وتركيا
أكد مظلوم عبدي أن المشكلة الكردية في تركيا وسوريا متشابكة، وأن الكرد في العراق هم أيضًا جزء من هذه المعادلة، وفق تعبيره.
وأضاف، “كلما اتخذت تركيا خطوة إيجابية تجاه الكرد السوريين فسيكون لها تأثير إيجابي على الكرد في تركيا”.
وأردف “ومع ذلك، لا يعني أي من هذا أن تركيا مسؤولة عن حل القضية الكردية في سوريا، أو أننا مسؤولون عن حل القضية الكردية في تركيا”.
ولفت إلى أن المشكلة الكردية في سوريا داخلية، وقال “يمكننا المساعدة في حلها بمساعدة جميع البلدان المشاركة حاليًا في سوريا بما في ذلك تركيا، لكن في النهاية يجب التفاوض على ذلك مع الحكومة في دمشق”.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال في 11 من تشرين الأول 2019، إن “كفاح أنقرة ليس موجهًا ضد الكرد، إنما ضد التنظيمات الإرهابية”.
وأضاف أن وجود القوات التركية في سوريا ليس لتقسيمها أو لتجزئتها، بل لحماية حقوق كل من يعيش فيها، وفق تعبيره.
–