مترجم: “الانتصار الأجوف” لبشار الأسد
حلل مقال في موقع “Foreign Affairs” الأمريكي وضع النظام السوري حاليًا بعد سيطرته على مساحات واسعة من سوريا، معتبرًا أنه “أضعف من أي وقت مضى”، وذلك لخضوعه اقتصاديًا لكل من روسيا وإيران، وعدم قدرته الفعلية على تأمين احتياجات الجهات الداخلية التي قامت بدعمه.
ونشرت مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية “CHATHAM HOUSE”، لينا خطيب، المقال في 17 من كانون الثاني الحالي، وترى أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد ربما دخل في معركة للتفكير حول أن نظامه قادر على الاحتفاظ بالسلطة التي تمتع بها قبل عام 2011، إلا أن أهدافه باتت أقل مما مضى.
وربطت خطيب بين سعي النظام لاسترداد جميع المناطق الخارجة عن سيطرته للحفاظ على نظامه في الداخل، وما أسمته “شبكة المحسوبيات” التي تحولت إلى “شريان حياة” لتبقيه على قيد الحياة.
لم النظام السوري في أضعف حالاته؟
وبناءً على هذه النتيجة، يؤكد المقال أن النظام لن يسعى لتلبية احتياجات الشعب السوري بالأساس، ولهذا ترى الكاتبة أن الأهداف التي حددها والتي تشكل انتصاره “باهظ الثمن”، ستجعله يجلس على “قمة دولة جوفاء ذات مؤسسات ضعيفة، ومحاصرة من مستغلي الحرب وخاضعة للقوى الخارجية التي ساندته طوال السنوات السابقة.
ويحاول الأسد عن طريق روسيا استعادة المناطق الشمالية الخارجة عن سيطرته، وذلك لدفع دول العالم لإعادة تطبيع العلاقات معه والحصول على شرعية دولية، وبالتالي الحصول على أموال لإعادة الإعمار.
ولكن حتى لو استطاع الأسد إعلان انتصاره في كل المحافظات السورية، بما فيها المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديموقراطية” في الشمال الشرقي من سوريا، ستبقى روسيا “الأكثر نفوذًا في الحرب”، وستضمن إيران نفوذًا دائمًا في سوريا ولبنان، وبالتالي سيعتمد بقاؤه بشكل دائم على هاتين الدولتين، بحسب المقال.
ومنح الأسد روسيا وإيران امتيازات اقتصادية وأمنية في قطاع النفط والقواعد البحرية، ووسعت روسيا مصالحها عبر الحصول على عقود اقتصادية طويلة للشركات الروسية، ووضع موالين لها في مناصب عليا في الجيش.
ومع غياب الدور الأمريكي لا يوجد أي رادع للروس لفرض أنفسهم على الأسد، وبالتالي سيحكم الأسد دولة تعتمد على روسيا للبقاء.
وأشارت لينا خطيب إلى أنه “ربما لا تكون هذه النية الأصلية للأسد”، لكن عليه أن يتعايش معها، خاصةً أن جهات داخلية فاعلة مدنية ومسلحة ساعدته على البقاء والتحايل على العقوبات الدولية وأداء وظائف الدولة.
واعتبرت أن هذه الجهات الداخلية استفادت من الحرب الطويلة وأصبحت أكثر طموحًا وقوة، وهي السلطة الفعلية في سوريا، وثمن ذلك باهظ ويتزايد يومًا بعد يوم.
وترى أن النظام السوري غير قادر على إشباع جشع هؤلاء من خزائنه ولا يمكنه تحمل جوعهم أيضًا، وهذا ما سيدفعه لقبول أي دعم خارجي حتى لو كان مشروطًا بتوزيعه على المواطنين.
وختمت خطيب مقالها بأن الأسد يحاول خلق انطباع بأن سوريا عادت إلى ما قبل عام 2011، إلا أن نظامه “مبني على وهم الدولة”، مطالبة الدول الغربية ألا تطبع علاقاتها مع الأسد، على اعتبار أنه الخيار الوحيد، بل محاولة فهم الوضع الحالي برمته لضمان عدم استخدام أي برامج دعم لمصلحة نظامه وحلفائه.
وأكدت أن نهاية لعبة الأسد في سوريا تجعله “يجلس على عرش هش” مكون من “ألف قطعة غير مستقرة”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :