الحليب الصناعي في إدلب.. غائب عن الأهالي حاضر في “حديث” المنظمات

  • 2020/01/19
  • 9:49 ص

إدلب- شادية التعتاع

تعاني مرضعات سوريات في مخيمات الشمال السوري من تحديات يصعب حصرها، لكن أبرزها ندرة الحليب الصناعي، الحاضر في مشاريع المنظمات وخططها لكنه غائب عن أيادي الأطفال الرضع.

لا طبيعي ولا صناعي.. نشاء الأرز بديل غذائي

توقفت إسلام القادمة من ريف حماة الشرقي عن الرضاعة مكرهة، بعد إقامتها في مخيم سرحة للنازحين بريف إدلب، فتصاعد وتيرة العنف العسكري في المنطقة غيّب الحليب عن طفلها بسبب الخوف والهلع، لتجد نفسها ضمن مجموعة من مرضعات حُرمن من رضاعة أطفالهن.

و”زاد الطين بلة”، بحسب إسلام، غياب الحليب الصناعي عن مخيمات كانت عائلات النازحين في وقت سابق تستقبله، لكن البديل الغذائي الوحيد للرضع صار شبه غائب اليوم.

“قدمت مع أطفالي، وبينهم رضيع، إلى المخيم جراء التصعيد الأخير على المنطقة. منذ وصولي إلى المخيم لم أحظَ بأي بمساعدات، ومن بينها حليب الأطفال”، تقول إسلام لعنب بلدي.

ولجأت مرضعات إلى بدائل غذائية، أبرزها نشاء الأرز الذي اعتمدته سعاد الأحمد، النازحة في مخيم عمل اللبن بريف إدلب، لكن مشفى المخيم كان بانتظار طفليها ليخرج بتقرير طبي يكشف عن افتقار الطفلين لعناصر غذائية مهمة، فضلًا عن التهابات معوية أصابتهما من مصدر غذائي.

متوقف منذ عامين.. ولا إحصائيات

تواصلت عنب بلدي مع عشرة مخيمات في ريف إدلب للسؤال عن استمرار وصول الحليب إلى الرضع في المخيمات المترامية على أطراف المحافظة، لكن الإجابة كانت في أن أغلبية المخيمات لم تحظَ بحليب أطفال عبر السلل الإغاثية منذ قرابة العامين.

وبحسب ما أفاد به فريق “منسقو استجابة سوريا” عنب بلدي، يقدر عدد الأطفال الوافدين إلى المخيمات، منذ تشرين الثاني 2019  حتى كانون الثاني الحالي، بنحو 156 ألفًا و433 طفلًا، في حين لم توضح المنظمة عدد أو نسبة الأطفال الرضع منهم “نظرًا لصعوبة إحصائهم”.

من بينها سوء تغذية وفشل نمو

الطبيب محمد الحلاق، اختصاصي أمراض أطفال من كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، قال لعنب بلدي، إن الحالات المرضية التي خضعت لتشخيصه شملت سوء تغذية وفشل نمو ونقص فيتامينات ونقص حديد.

يبدو أن الحليب يفتقر إلى مكملات غذائية يحتاجها الطفل، بحسب الحلاق، الذي يضيف أن الحليب الموزع عبر المنظمات يفتقر أيضًا إلى البروتين والألبومين، ما يسبب في وذمات والتهاب في أمعاء الطفل، حسب قوله.

ولفت الطبيب إلى أن المشكلة تعود إلى نسبة سكر “اللاكتوز” الموجودة في الحليب، فبعض الأطفال غير قادرين على تحمل السكر الموجود في حليبهم اليومي، ما يسبب لهم مضاعفات صحية كالإسهال، أو نتيجة استهلاك حليب غير مطابق للمواصفات.

“الحليب ليس غائبًا.. متوقف فقط”

مسؤول التغذية في منظمة “أوسوم”، عبد الرزاق عبد القادر، أوضح لعنب بلدي أن توزيع الحليب متوقف عن المنظمة منذ شباط 2019، لافتًا إلى أنه ورغم قلة توفر الحليب فهو موجود بغرض دعم عملية إدرار الحليب لدى الأمهات المتوقفات عن الرضاعة الطبيعية.

وأشار عبد القادر إلى معايير المنظمة التي يتم وفقها توزيع الحليب وهي غياب الأم (وفاة، طلاق…)، حالة التوائم الثلاثية، وجود مرض عند الطفل يمنعه من الحصول على رضاعة طبيعية (شفة الأرنب، تناول أدوية عصبية…).

لكن مسؤول التغذية في المنظمة لفت إلى صعوبات تعيق عملية توزيع الحليب، رغم قلته، تتمثل في تزوير المستفيدين أوراقًا ثبوتية من مجالس محلية، كورقة طلاق أو تقرير طبي، تخول الطفل أو عائلته الحصول على الحليب.

مقالات متعلقة

منظمات مجتمع مدني

المزيد من منظمات مجتمع مدني