مشافي درعا خالية من لقاح داء الكَلَب

camera iconكلاب أمام مكب قمامة في محافظة درعا - (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

درعا – عنب بلدي

تنتشر في محافظة درعا جنوبي سوريا عشرات الكلاب المصابة بالسعار، والتي تهدد حياة المواطنين، مسببة ازديادًا في حالات الإصابة بداء الكَلَب، وسط صمت وعجز عن معالجة هذه الظاهرة، في ظل نقص كبير بالأمصال المضادة في مستشفيات المدينة، وارتفاع أسعار اللقاح المضاد.

رصدت عنب بلدي حالات لمواطنين أصيبوا بداء الكَلَب، دون أن يتمكنوا من الحصول على العلاجات المناسبة، في المشافي والمستوصفات المنتشرة في المحافظة.

إحدى الحالات التي رصدتها عنب بلدي كانت لطفل يبلغ من العمر 14 عامًا، تعرض للعض من كلب شارد، تم تحويله، وفق ما أكد أباه لعنب بلدي، إلى “المشفى الوطني” في درعا، لكنهما واجها مشكلة خلو المشفى من المصل المضاد.

يقول والد الطفل (تحفظ على نشر اسمه لأسباب أمنية) إنه اضطر إلى شراء المصل عن طريق وسطاء، إذ تدخل الأمصال للمحافظة عن طريق التهريب بسعر 30 ألف ليرة سورية للحقنة الواحدة، علمًا أن المصاب يحتاج إلى ثلاث حقن خلال 40 يومًا، وفق الجرعة التي حُددت للطفل.

لا لقاحات في درعا

علمت عنب بلدي من ممرض كان يعمل في “المشفى الوطني” في درعا (تحفظ على نشر اسمه)، أن مصل داء الكَلَب غير متوفر في المشفى، ويمكن تأمينه عن طريق بعض الصيدليات.

وأشار الممرض إلى أنه بعد سيطرة النظام على المنطقة الجنوبية، راجعه عدد من الأهالي ممن تعرض أبناؤهم للإصابة بعضات كلاب شاردة، على أمل إيجاد المصل لدى الكوادر الطبية التي كانت تعمل في أثناء سيطرة فصائل المعارضة على درعا، لكن عدم القدرة على حفظها حال دون الاحتفاظ بها.

ويشير الممرض وعدد من الأهالي الذين التقتهم عنب بلدي في درعا، إلى أن كثيرًا من الحالات أُسعفت إلى دمشق أو إلى محافظة القنيطرة، في حين أكد بعضهم شراء الحقنة الواحدة بمبلغ وصل إلى 30 ألف ليرة سورية.

وكان مدير صحة درعا، أشرف برمو، تحدث عن وجود 120 إصابة بداء الكَلَب نتيجة الكلاب الشاردة، حتى تاريخ 7 من تموز 2019، ونوه في تصريحات لـ”التلفزيون السوري” الحكومي، إلى أن حصة محافظة درعا من اللقاحات تتراوح بين 20 إلى 25 حقنة على فترات زمنية محددة، مؤكدًا أن هذا العدد لا يكفي في ظل تزايد الحالات المصابة وانتشار الكلاب الشاردة.

عجز حكومي عن إيجاد حلول جذرية

لم تستطع حكومة النظام السوري، منذ سيطرتها على محافظة درعا في عام 2018، أن تجد حلًا جذريًا للتخلص من الكلاب الشاردة.

ويتخوف أحد المواطنين الذين التقتهم عنب بلدي في درعا (نتحفظ على نشر اسمه لأسباب أمنية) على أطفاله في أثناء الذهاب الى المدرسة من الكلاب الشاردة، وخاصة في ظل فقدان اللقاح، مشيرًا إلى انتشار الكلاب على “مكبات القمامة” وفي أطراف القرى، داعيًا إلى “تضافر جهود الأهالي مع الحكومة في القضاء عليها عن طريق السم أو القنص”.

ونشرت صحيفة “البعث” الحكومية، في 4 من تموز 2019، تقريرًا ذكرت فيه مناشدة أهالي المحافظة النظام السوري لإيجاد حل جذري لمشكلة الكلاب، واعتبرت عضو المكتب التنفيذي لمحافظة درعا، وسيمة خلاف، أن “أطعمة اللانيت” هي “الحل الأنسب للحد من الظاهرة”، إلا أن القائمين على الحل “لم يتقيدوا بتعليمات مديرية الزراعة، فكانت النتيجة عكسية”.

ما خطورة داء الكَلَب؟

أكد طبيب بيطري في محافظة درعا (طلب عدم نشر اسمه لأسباب أمنية) أن سكان المحافظة يجب أن يلاحظوا بعض الأعراض على الكلب المصاب بالسعار، وهي الهزال واحمرار العينين والنباح المتواصل والعدوانية، وكثرة اللعاب الذي يحمل الفيروس.

وتابع الطبيب، في حديث إلى عنب بلدي، أن الخطورة قد تكون في كلب لم تظهر عليه علامات السعار، لذا تجب مراقبة المصاب بعد العض.

ونصح الطبيب بالابتعاد عن الكلاب الشاردة، وخاصة التي تعيش على “مكبات النفايات”، داعيًا في حال حدوث العض، إلى أخذ لقاح داء الكَلَب مهما كان الجرح بسيطًا، منعًا لاحتمالية أن يكون الكلب حاملًا للفيروس.

يسبب داء الكَلَب وفاة عشرات الآلاف من الأشخاص سنويًا، معظمهم من قارة آسيا وإفريقيا، ويمثل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا 40%من نسبة الأشخاص الذين يتعرضون لعضات يشتبه فيها داء الكَلَب، حسب تقديرات “منظمة الصحة العالمية”.

وقد حددت “منظمة الصحة العالمية” و”المنظمة العالمية لصحة الحيوان” و”منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة” و”التحالف الدولي لمكافحة الكَلَب”، غاية عالمية تتمثل في تحقيق انعدام حالات الوفاة الناجمة عن داء الكَلَب لدى الإنسان، بحلول عام 2030.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة