في ريف حلب الشمالي
معبر مغلق “يشعل” البطالة وأسعار المحروقات
ريف حلب – عبد السلام مجعان
أُغلق الطريق التجاري بين مناطق شرق الفرات وريف حلب الشمالي، بعد انطلاق الحملة العسكرية التركية على مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، في 9 من تشرين الأول 2019، ليوقف معه سبل رزق مئات العائلات في مناطق غرب الفرات، ويسبب ارتفاع أسعار المحروقات وفقدانها بعد وفرة سابقة.
تراجعت الحركة التجارية في جرابلس واعزاز والباب وعفرين مع إغلاق المعبر التجاري، وكان الأثر الأكبر على قطاع المحروقات، الذي عانى أيضًا من قصف على “حراقات النفط”، في 25 من تشرين الثاني 2019.
انقطاع يغذي البطالة
مدت المحروقات الواصلة من شرق الفرات مئات العائلات في ريف حلب الشمالي بسبل الرزق، وأدى انقطاعها إلى توقف عمل شاحنات نقل الوقود و”حراقات النفط” و”البسطات” التي كانت منتشرة في أنحاء المنطقة.
اعتمدت مناطق ريف حلب الشمالي على الوقود المستورد من تركيا، حسبما قال السائق أحمد الشيخ، الذي كان ينقل المحروقات على سيارته الخاصة، مشيرًا إلى أن سعر ليتر البنزين وصل إلى أكثر من 700 ليرة سورية.
وأضاف صاحب محطة وقود “الفاروق” الواقعة بين بلدتي دابق وأرشاف، محمد أرشافي، أن سعر ليتر أفضل نوع من المازوت لم يكن يزيد على 250 ليرة سورية، في حين لا تتوفر في الوقود التركي الجودة المطلوبة، وما زال توزيعه محدودًا في عدد من الكازيات.
وأدى إغلاق الطريق إلى توقف مئات المحال التجارية و”البسطات”، إضافة إلى توقف مئات العمال عن عملهم في “الحراقات”، التى تعمل على تكرير النفط الخام الذي يأتي من مناطق سيطرة “قسد”.
واعتمدت مئات العائلات الفقيرة، خاصة عائلات المهجرين ممن لا يمتلكون المال الكافي لافتتاح مشاريع كبيرة، على بيع المحروقات إما بالبراميل على سيارات متنقلة، أو في محلات نائية، أو عبر “بسطات” في الطرقات.
وجنت أرباحًا تراوحت من ألف حتى خمسة آلاف ليرة سورية في اليوم، وفق تقدير الناشط الإعلامي عبد القادر محمد، الذي قال إن تلك الأعمال كلها توقفت، ما زاد من الوضع المعيشي الصعب في تلك المناطق.
حلول قاصرة
ناشدت المجالس المحلية في شمالي حلب المنظمات الإغاثية لتأمين حلول للسكان المتضررين جراء إغلاق الطريق مع شرق الفرات.
وقال نائب رئيس المجلس المحلي في صوران، إبراهيم بكور، لعنب بلدي، إن بعض المنظمات استجابت بمشاريع لمكافحة البطالة ولكنها بقيت قاصرة عن الاستجابة لمدى الحاجة الموجودة.
وأشار بكور إلى أن الحملة العسكرية الأخيرة على ريف إدلب الجنوبي، زادت من الفقر والحاجات في ريف حلب الشمالي، مع معاناة الموظفين الذين يقبضون رواتبهم بالليرة السورية من تبعات انهيارها الأخير، إذ تخطت حاجز الألف مقابل الدولار خلال الأسبوع الماضي، ما انعكس على ضعف القوة الشرائية في المنطقة.
ووفقًا لإحصائيات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، فقد بلغ عدد النازحين من مناطق ريف إدلب الجنوبي منذ الأول من كانون الأول 2019، أكثر من 350 ألفًا، اتجه منهم 45 ألفًا نحو ريف حلب الشمالي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :