منصور العمري
تلقت الطبيبة السورية أماني بلور جائزة راؤول والنبرغ للأعمال الإنسانية الاستثنائية، لدورها بين عامي 2012 و2018 في إنقاذ حياة أعداد كبيرة من السوريين من قصف الأسد وروسيا للغوطة الشرقية، الذي استهدف المدنيين والبنى المدنية، من خلال إدارتها مشفى تحت الأرض. قالت رئيسة منظمة مجلس أوروبا إن أماني استحقت الجائزة لشجاعتها الشخصية والتزامها بإنقاذ الناس في زمن الحرب.
يقام حفل تسليم الجائزة عادة في 17 من كانون الثاني/يناير تخليدًا لذكرى راؤول والنبرغ، الدبلوماسي السويدي الذي أنقذ حياة عشرات آلاف اليهود من المحرقة النازية في بودابست عاصمة هنغاريا في النصف الثاني من عام 1944. ففي 17 من كانون الثاني/يناير 1945 اعتقلت قوات الاتحاد السوفيتي والنبرغ بعد فترة وجيزة من احتلالها بودابست، واختفى والنبرغ بعد ذلك دون أي أثر.
تُظهر أعمال والنبرغ أهمية الشجاعة الشخصية وأنه يمكن لشخص واحد أن يحدث فرقًا كبيرًا. لا يزال عدد ممن أنقذهم والنبرغ أحياء، وأسسوا عائلات وأنجبوا بنات وأبناء، ويروون قصصهم حتى اليوم.
من هو راؤول والنبرغ الذي أرادت الجائزة تخليد ذكراه؟
راؤول والنبرغ أو بالسويدية راؤول فالنبيري، كان دبلوماسيًا سويديًا أرسلته وزارة الخارجية السويدية إلى بودابست في تموز/يوليو 1944 للمساعدة في حماية 200 ألف يهودي بقوا في العاصمة. منذ 15 من تشرين الأول/أكتوبر، عندما استولى حزب “صليب السهم” اليميني المتطرف على السلطة في هنغاريا وسيطر على العاصمة، أنقذ والنبرغ اليهود من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل عرضته لخطر شخصي كبير، منها إصدار آلاف وثائق الهوية الوقائية، وإنشاء الحي اليهودي الدولي للمنازل المحمية، وتأمين إطلاق سراحهم من قطارات الترحيل، ومن قوافل مسيرات الموت.
اعتقل والنبرغ عملاء سوفيت في 17 من كانون الثاني/يناير 1945، بعد فترة وجيزة من احتلال القوات السوفيتية لبودابست، ثم اختفى بعد ذلك دون أي أثر. في 22 من كانون الأول/ديسمبر 2000، أصدر مكتب المدعي العام الروسي بيانًا رسميًا يعترف فيه بأن والنبرغ كان محتجزًا في أحد السجون السوفيتية باعتباره “شخصًا خطيرًا اجتماعيًا” لمدة عامين ونصف قبل وفاته. تبع هذا التصريح تصريح ألكساندر ياكوفليف، المسؤول الروسي المعين للتحقيق في قضية والنبرغ، الذي صرح في تشرين الثاني/نوفمبر 2000 أن والنبرغ أُعدم عام 1947. مع ذلك، ومنذ أن أشار الروس أيضًا إلى أن جميع السجلات المتعلقة بالقبض على والنبرغ قد دُمرت، لا دليل على سجنه أو موته، وبالتالي، تبقى العديد من الأسئلة حول مصيره بلا إجابات.
في أكتوبر/تشرين الأول 2016، أعلنت مصلحة الضرائب السويدية وفاة والنبرغ، وحددت تاريخ وفاته في 31 من تموز/يوليو 1952، وهو تاريخ رسمي بحت، حيث ينص القانون في السويد على اختيار تاريخ وفاة بعد خمس سنوات على الأقل لاختفاء الشخص.
مصادر: