عنب بلدي – إدلب
مجموعة من الثياب البالية وعلب بلاستيكية وقطعة من الحديد وشعلة نار هي سبيل النازحين في معظم مخيمات الشمال السوري، كي يشعروا بالقليل من الدفء.
هذا المشهد عادة تقل رؤيته حين تتدخل المنظمات الإغاثية وتقدم المساعدات إلى المخيمات.
إلا أن مخيم العروبة بريف إدلب، يعاني منذ أشهر من انقطاع الدعم عنه، على الرغم من قيام إحدى المنظمات بتفقد أحوال النازحين بداخله، وإطلاق وعود بتقديم المساعدة لهم.
وبحسب استطلاع أجرته عنب بلدي عبر برنامج “شو مشكلتك“، الذي تبثه عبر منصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، فإن النازحين في مخيم العروبة يعانون منذ خمسة أشهر من نقص حاد في مواد التدفئة إضافة إلى المعونات الغذائية.
كما لا تتوفر فرص عمل للنازحين ضمن المخيم أو خارجه تمكنهم من تأمين ما يحتاجونه.
المطر والبرد، وفق النازحين، هما ما يرافقانهم في مخيمهم، عوضًا عن المدافئ، وبناء على هذا الحال تحولت الأغطية إلى شيء ملازم للكبار والصغار في المخيم كي يحموا أنفسهم من البرد.
وفي ظل المعاناة مع البرد لم ينسَ نازحو المخيم ذكر مأساة ترافق أبناءهم وهي انعدام فرص التعليم في المخيم.
وبحسب الاستطلاع، تبرع بعض سكان القرى القريبة من المخيم بكميات من الحطب، في ظل عدم توفر المحروقات لديهم هم أيضًا بسبب غلائها.
ويركز النازحون في استخدام الحطب بالدرجة الأولى على صنع الطعام.
مدير المخيم، علي أحمد الباشا، وهو أحد النازحين، قال لعنب بلدي، إن 129 عائلة تسكن مخيم العروبة.
ولفت إلى أن معظم المنظمات تفضل تخديم حالات النزوح الجديدة على حساب النازحين منذ سنوات.
وأكد أن المخيم يحتاج إلى كثير من الاحتياجات بدءًا بالتدفئة ووصولًا إلى دورات المياه، مضيفًا أن النازحين يجدون صعوبة كبيرة في الحياة بالمخيم إلا أنه ليس لديهم خيار آخر.
ويوجد في الشمال الغربي لسوريا 1153 مخيمًا، من بينها 242 مخيمًا عشوائيًا، بحسب أرقام فريق “منسقو استجابة سوريا” الصادرة مع بداية عام 2020، ويقطن في هذه المخيمات قرابة مليون نسمة.
وكانت الأمطار الغزيرة هذا الشتاء تسببت بأضرار في المخيمات ما أدى إلى تشريد عشرات العائلات مجددًا، بحسب ما ذكره الفريق، في 10 من كانون الأول 2019.
وناشد الفريق المنظمات والهيئات الإنسانية العاملة في المنطقة للعمل على تقديم المساعدة الفورية للنازحين القاطنين في المخيمات والتجمعات العشوائية في إدلب.