خسرت الليرة السورية منذ مطلع العام الحالي ما يقارب 34% من قيمتها أمام العملات الأجنبية الرئيسة، وذلك بعد خسارتها عام 2019، 44% من قيمتها.
وتدور تساؤلات عن العوامل التي تؤدي إلى انخفاض أو ارتفاع أسعار صرف الليرة أو العملات المختلفة بالنسبة لعملة أو مجموعة عملات مرجعية.
ويمكن تصنيف الأسباب التي تتحكم في تغيير أسعار صرف عملة ما أمام العملات الأخرى إلى أسباب اقتصادية وسياسية ونفسية.
التغيرات في العرض والطلب
يمكن تفسير انخفاض قيمة الليرة على سبيل المثال أمام الدولار بثبات أو ارتفاع الطلب على الدولار، بينما ينخفض العرض عليه.
سعر الفائدة
انخفاض أسعار الفائدة التي تحصل عليها البنوك في بلد ما عند إقراضها الأموال للمنتجين يؤدي إلى زيادة الطلب على القروض، ما يزيد من معدل الإنتاج، وينعكس ذلك سلبيًا على سعر العملة إذ ينخفض الطلب على العملة وبالتالي تنخفض قيمتها.
أما ارتفاع أسعار الفائدة فيقلل من القروض، وبالتالي تنخفض معدلات الإنتاج، الأمر الذي يؤثر بشكل إيجابي على العملة فترتفع قيمتها.
الاستيراد والتصدير
من العوامل المؤثرة أيضًا على أسعار صرف العملات حجم الصادرات والواردات في الدولة، ففي حالة الدولة المنتجة تنخفض الأسعار، وبالتالي يزداد الطلب من قبل الدول الأخرى على منتجاتها، ما يؤدي إلى ارتفاع الصادرات، الأمر الذي يزيد الطلب على عملتها وبالتالي ارتفاع قيمة العملة.
أي إن الشرط الواجب تحققه لارتفاع قيمة عملة بلد ما هو أن يكون حجم الصادرات في البلد أكبر من حجم الواردات، والعكس بالعكس.
الاستقرار السياسي
ترتبط التوترات السياسية ارتباطًا وثيقًا بأسواق المال في البلاد، حيث تشهد البلاد خلال الاضطرابات السياسية ركودًا اقتصاديًا وضعفًا في الإنتاج، كما تشهد عزوف المستثمرين عن الاستثمار، ما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج وبالتالي انخفاض قيمة العملة بسرعة.
ثقة المستثمرين
تعد ثقة المستثمرين أحد الأسباب التي تؤثر على أسعار العملات، حيث يعزف المستثمرون عن شراء الأصول في البلاد التي تكون ثقتهم في اقتصادها منخفضة، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض قيمة عملة البلد، والعكس بالعكس.