لماذا أقيم السوبر الإسباني في السعودية؟

  • 2020/01/19
  • 12:00 ص

نظمت المملكة العربية السعودية، بين 8 و12 من كانون الثاني الحالي، بطولة كأس السوبر الإسباني لموسم 2019، التي شهدت مشاركة أربعة فرق، هي ريال مدريد وبرشلونة وفالنسيا وأتلتيكو مدريد.

ليست هذه المرة الأولى التي ينظم فيها السوبر خارج حدود إسبانيا، إذ لعب برشلونة وإشبيلية مباراة السوبر الخاصة بموسم 2018- 2019، في استاد ابن بطوطة بمدينة طنجة المغربية.

كما استضافت السعودية مباراة السوبر الإيطالي التي جمعت ناديي يوفنتوس ولاتسيو، وانتهت لمصلحة لاتسيو، في 7 من كانون الأول 2019.

ويطرح السؤال بشكل متزايد حول الأهداف خلف لعب البطولات الأوروبية خارج حدود بلدانها، وعلاقتها بانتشار الأندية الأوروبية والعوائد الاقتصادية المتوقعة.

وتقيم الأندية الأوروبية الكبرى كريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ وغيرها، معسكراتها الاستعدادية في عدة بلدان مختلفة، في الصين والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها.

فوائد متبادلة

الفوائد لن يجنيها الاتحاد الإسباني أو الإيطالي وحده، بل كذلك حصلت المملكة العربية السعودية على عدة فوائد من استضافتها للبطولة الإسبانية الأخيرة، التي تعود إلى أسباب بعضها يتعلق بالسياسة والانتشار الإقليمي.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عبر موقعها الإلكتروني، إن السبب الرئيس لقبول الاتحاد الإسباني إقامة البطولة في السعودية هو الأموال، بينما تحاول المملكة تنظيم الأحداث الرياضية وجذب الزوار لتنويع اقتصادها القائم على النفط فقط.

وفي تقرير نشرته صحيفة “AS” الإسبانية، في 7 من كانون الثاني الحالي، قالت إن السعودية دفعت 120 مليون يورو للاتحاد الإسباني لقاء تنظيم البطولة حتى عام 2022.

وإلى جانب النفط تعتمد المملكة العربية السعودية على عائدات السياحة الدينية، المتمثلة بالحج والعمرة للمسلمين من جميع أنحاء العالم.

وتتفق صحيفة “AS” مع ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية، إذ ذكرت الصحيفة أن السعودية تريد تنويع اقتصادها، وجذب السياح إلى البلاد، مشيرة إلى ضخ السعودية 650 مليون دولار للاستثمار في الرياضة.

كما أشارت “BBC” إلى أن نقل موعد البطولة إلى شهر كانون الثاني من كل عام، يعني عدم تعطيل جدول جولات الأندية الصيفية.

لإعادة إحياء البطولة

صحيفة “AS” قالت إن رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، لويس روبيالس، يعتقد أن الشكل الجديد للبطولة وإقامتها خارج الحدود، يعيد إحياءها من جديد، بعدما تحولت مع الزمن إلى بطولة “شكلية” دون قيمة حقيقية.

رويبالس قال، في 10 من كانون الثاني الحالي، إن النسخة الأخيرة “أعادت إطلاق البطولة”، مشيرًا إلى أن عائدات حقوق البث التلفزيوني وحدها وصلت إلى 15 مليون يورو، معتبرًا أن كرة القدم تسهم في دولة كالسعودية في تطوير مجتمعها من خلال حضور النساء والرجال معًا إلى ملاعب كرة القدم، بحسب تعبيره.

البعد السياسي لإقامة السوبر كان حاضرًا في حديث رويبالس، الذي أشار إلى أن إقامة البطولة في السعودية هي “وسيلة لنقل صورة إسبانيا إلى المملكة”، مؤكدًا أنها ستؤدي إلى جوانب إيجابية تطور العلاقات بين المملكتين.

ولم ينفِ رئيس الاتحاد الإسباني الأنباء التي تشير إلى أن البطولة أقيمت في السعودية “لأجل المال فقط”، مؤكدًا حصول كل من برشلونة وريال مدريد على ستة ملايين يورو مقابل مشاركتهما، عدا عن المكافآت.

بينما وصل مجموع إيرادات الريال بعد الفوز بالبطولة إلى أكثر من عشرة ملايين يورو.

تغطية على حقوق الإنسان

BBC” أشارت إلى اعتراضات قدمتها عدة منظمات دولية وحقوقية، طالبت بعدم إقامة البطولة في المملكة العربية السعودية “لسمعتها السيئة” في مجال حقوق الإنسان وحرية النساء.

وعبرت وزيرة الرياضة الإسبانية، ماريا خوسيه ريندا، عن استيائها من إقامة المباراة في السعودية، مؤكدة أن الحكومة الإسبانية لا تدعم القرار لـ”عدم احترام السعودية لحقوق المرأة”، بحسب تعبيرها.

كذلك اعترض رياضيون إسبان، على رأسهم خافيير تيباس، بسبب انتهاك السعودية حقوق بث المباريات، عبر السماح لشركة “BE OUT Q” بعرض مباريات الدوري الإسباني بشكل غير قانوني.

كما أشار موقع “Bleacher Report“، في تقرير نشره، في 10 من كانون الثاني الحالي، إلى أن البطولة يتم تنظيمها في بلد يتعرض “لانتقادات شديدة” بسبب سجله في حقوق الإنسان، ويبعد ستة آلاف كيلومتر عن إسبانيا.

كما هاجم خوان بوكي، الصحفي في جريدة “MUNDO DEPORTIVO”، عبر التقرير نفسه، فكرة نقل البطولة إلى بلد “لا يتمتع بالديمقراطية، وتُعامل النساء فيه بشكل سيئ”.

مقالات متعلقة

رياضة دولية

المزيد من رياضة دولية