رغم توتر العلاقات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أنه يعمل جاهدًا لمنع نشوب حرب.
وفي خطاب له أمس، الخميس 16 من كانون الثاني، قال روحاني إن حكومته تعمل يوميًا على منع حدوث حرب أو مواجهة عسكرية، مضيفًا “بالنسبة لي، إنه انشغال يومي”.
وأكد روحاني على استمرار اتباعه سياسة الانفتاح مع العالم، التي أعلنها منذ انتخابه عام 2013، مشيرًا إلى أن الحوار بين إيران والعالم “صعب لكنه ممكن”.
وأضاف في هذا الصدد، “الناس انتخبونا لخفض التوتر” بين إيران والعالم.
تصريحات روحاني تأتي عقب ضرب إيران قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق ردًا على اغتيال الولايات المتحدة قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني، قاسم سليماني.
وأطلق “الحرس الثوري” اسم “عمليات الشهيد سليماني” على العملية، واعتبر أنها “انتصار كبير للأمة الإسلامية والشعب الإيراني”.
وسبق ذلك تهديد إيران بـ”انتقام شديد” لمقتل سليماني، وقال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، في بيان نشرته وكالة “فارس” إن “انتقامًا شديدًا بانتظار المجرمين الذين تلوثت أيديهم القذرة بدمائه ودماء سائر الشهداء”.
وفي خطابه، أمس، اعتبر روحاني أن الرد الايراني عزز قوة الردع الإيرانية بمواجهة تهديدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وكان ترامب هدد بضرب إيران في حال استهدفت أي قواعد أمريكية أو مواطنين أمريكيين، كما دافع عن الضربة التي قُتل فيها سليماني بأنه كان قد هاجم السفارة الأمريكية في بغداد، وكان يعد لضرب مزيد من المواقع، فضلًا عن قيامه بقتل الكثير من الأشخاص طوال حياته ومن بينهم مئات المتظاهرين الإيرانيين مؤخرًا.
واعتبر ترامب أن إيران “لم تفعل شيئًا سوى التسبب بالمشاكل في السنوات الأخيرة”، بحسب تعبيره.
وبدأ التوتر بالازدياد بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحاب الأخيرة من الاتفاق النووي الايراني في أيار من عام 2018، وإعادة فرضها عقوبات اقتصادية على طهران استهدفت قطاعات متنوعة، أبرزها قطاع النفط والمصارف.
وفي هذا السياق، أشار روحاني إلى أن مستوى تخصيب اليورانيوم اليومي بات أعلى مما كان عليه قبل إبرام الاتفاق النووي عام 2015، وأضاف، “اليوم لا توجد أي قيود لدينا في مجال الطاقة النووية”.
وضمن اتفاق فيينا في تموز 2015، قبلت إيران بخفض كبير لأنشطتها النووية، لضمان الطابع السلمي، مقابل رفع قسم من العقوبات الدولية عنها، لكن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق في أيار 2018، وفرض واشنطن عقوبات على طهران، حرم إيران من المبيعات النفطية في أيار 2019، لتعلن الانسحاب التدريجي من الاتفاق النووي عبر خفض الالتزامات.
وفي أيلول 2019، بدأت إيران الخطوة الثالثة من خفض التزاماتها، وباتت تنتج اليورانيوم المخصب بنسبة 4.5%، في حين أن الحد المسموح به 3.67%.
كما شغلت 20 جهاز طرد مركزي متطورة لتخصيب اليورانيوم، من نوع “IR4” و20 جهازًا من نوع “IR6″، وكان الاتفاق النووي تضمن السماح بتشغيل هذه الأنظمة بعد 11 عامًا على عقده، أي في عام 2026، ونص على السماح لإيران في هذه المرحلة بشتغيل أجهزة “IR1” فقط.
–