نفى وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الأنباء التي تداولتها وسائل إعلام عن منح الجنسية التركية لمقاتلي “الجيش الوطني” السوري، مقابل قتالهم إلى جانب تركيا في ليبيا.
وجاء ذلك خلال لقاء مع جاويش أوغلو على قناة “CNN TÜRK” أمس، الأربعاء 16 من كانون الثاني، متحدثًا حول سياسة تركيا الخارجية، وقال مجيبًا عن سؤال حول تقديم الجنسية التركية أو المال مقابل أن يقاتل جنود من “الجيش الوطني” السوري إلى جانب تركيا في ليبيا ضد قوات حفتر، “إن هذه الأخبار عارية عن الصحة تمامًا”.
بينما نشرت صحيفة “The Guardian” البريطانية، أمس، تقريرًا خاصًا بها، قالت فيه إن مصادر سورية أكدت لها سفر ألفي مقاتل سوري من تركيا أو أنهم سيصلون قريبًا إلى ساحات القتال الليبية.
وذكرت الصحيفة أن 300 رجل غادروا سوريا عبر معبر “كلّس” الحدودي العسكري، في 24 من كانون الأول 2019، تبعهم 350 آخرون في 29 من الشهر نفسه، بتمويل من تركيا، نُقلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس، وأرسلوا إلى مواقع المواجهة في شرق المدينة.
وأكدت الصحيفة في تقريرها عبور ألف و350 مقاتلًا آخرين إلى تركيا، في 5 من كانون الثاني الحالي، في حين ما زال البعض يتلقى التدريبات في المعسكرات جنوبي تركيا.
ووفقًا للصحيفة، فإن مقاتلي “الجيش الوطني” وقعوا عقودًا مدتها ستة أشهر مباشرة مع حكومة “الوفاق الوطني” المدعومة من الأمم المتحدة، وليس مع الجيش التركي، مقابل حصولهم على 2000 دولار شهريًا، إضافة إلى حصولهم على الجنسية التركية فور عودتهم من هناك.
وقارنت الصحيفة بين ذلك المبلغ وما يحصلون عليه لقاء قتالهم إلى جانب تركيا في سوريا، الذي حددته بـ450- 550 ليرة تركية (100 دولار) شهريًا.
مسؤولو ثلاث دول يؤكدون والجهات المعنية تنفي
وجاءت أحدث التصريحات عن وصول مقاتلين من سوريا إلى ليبيا، جاء على لسان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في 14 من كانون الثاني الحالي، خلال حديثه عمن وصفهم بـ”الإرهابيين” في محافظة إدلب.
وأضاف، “يفقد المتطرفون مواقعهم تدريجيًا، لكن لسوء الحظ، يتحدثون مجددًا عن علاقة بين سوريا وليبيا، فهم يتجهون إلى هناك ليواصلوا إثارة المشاكل في هذا البلد”، وفق وكالة “سبوتنيك” الروسية.
وتحدث العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، في 13 من كانون الثاني الحالي، في مقابلة مع قناة “فرانس 24” التلفزيونية، أن آلافًا عدة من المقاتلين الأجانب قد غادروا إدلب وأعادوا تمركزهم في ليبيا، دون أن يحدد جنسياتهم أو الطريقة التي خرجوا فيها من سوريا.
وسبق أن قال بوتين خلال لقاء مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في العاصمة الروسية موسكو، في 11 من كانون الثاني الحالي، “هناك كثير من المرتزقة المختلفين في منطقة النزاع، بما في ذلك، حسب المعلومات التي تتوفر لدينا، عدد كبير من المسلحين الذين نُقلوا إلى ليبيا من منطقة خفض التصعيد في إدلب بسوريا، هذه العملية خطيرة جدًا”.
حكومة “الوفاق” الليبية، المعترف بها دوليًا، نفت وجود مقاتلين سوريين يقاتلون تحت إمرتها، وفي مقابلة أجرتها عنب بلدي مع الناطق باسم وزارة الخارجية في الحكومة، محمد القبلاوي، في 29 من كانون الأول 2019، قال إن وزارة الدفاع ليست بحاجة إلى مقاتلين أجانب.
كما نفى “الجيش الوطني” السوري التابع لوزارة الدفاع في “الحكومة المؤقتة” إرسال مقاتلين، ولم تعلّق تركيا بشكل رسمي على القضية.
وفي 5 من كانون الثاني الحالي، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن جنودًا ليسوا أتراكًا سيشاركون في العمليات القتالية في ليبيا، وجاء حديثه بعد يومين من موافقة البرلمان التركي على تفويض “شامل” يسمح بإرسال قوات تركية إلى ليبيا.
الوضع الليبي
وكان البرلمان التركي صوّت، في 2 من كانون الثاني الحالي، على تفويض “شامل” يسمح بإرسال قوات تركية إلى ليبيا.
وخلال الأسابيع الماضية انتشرت تسجيلات مصورة لمقاتلين سوريين يقاتلون إلى جانب قوات حكومة “الوفاق” في ليبيا، كما تحدثت تقارير إعلامية عن نقل مئات المقاتلين السوريين من ريف حلب إلى ليبيا عبر تركيا.
وتشهد ليبيا صراعًا على الشرعية والسلطة بين حكومة “الوفاق” المعترف بها دوليًا غربي ليبيا، والتي تتخذ من مدينة طرابلس عاصمة لها، تحت قيادة رئيس الوزراء، فايز السراج، منذ عام 2016، وبين اللواء خليفة حفتر، المدعوم من مجلس النواب بمدينة طبرق شرقي البلاد.
وتقف كل من مصر والإمارات وروسيا بصف حفتر، في حين تدعم الأمم المتحدة وقطر وتركيا حكومة “الوفاق”.
–