سلطت وكالة الأناضول التركية، في تقرير لها اليوم الجمعة، الضوء على المبدع السوري خلدون سنجاب، الذي يعمل مبرمجًا لدى عدة شركات عالمية، ومديرًا لسيرفرات “لينكس” منذ سنوات، على الرغم من إصابته بالشلل شبه الكامل.
ووجه خلدون، عبر وكالة الأناضول، رسالة بدا فيها طموحًا ومثابرًا على عمله رغم الحالة الصحية التي ألمت به “رسالتي للجميع هي أن على الإنسان أن يستغل وقته، وصحته، ليكون منتجًا قبل فوات الأوان”.
وضعت شاشة حاسوب فوق سريره، لتكون أمام ناظريه، وأمام شفتيه فأرة صُمّمت خصيصًا لحالته، ليغوص نحو عشرين ساعة يوميًا في العالم الافتراضي، مستخدمًا لسانه وشفتيه فقط.
وصمم سنجاب تطبيقات كثيرة، أبرزها المكتبة البرمجية، التي تستخدم لتصنيع تطبيقات ورسومات ثلاثية الأبعاد، وتطبيق لتعليم الصلاة، ومكتبة برمجية لحساب مواقيت الصلاة، وبرنامجًا خاصًا لمؤثرات الفيديو، وألعابًا ثنائية وثلاثية الأبعاد، إضافة للوحة مفاتيح للكتابة باستخدام فأرة الحاسوب.
وأوضح سنجاب، المقيم في بيروت، أنه اضطر ليعكس طريقة تفكير عقله في تحريك الفأرة، “عندما وضعوا الفأرة أمام فمي باتجاهها الطبيعي، أصبح الجزء غير الفعال منها هو الأقرب إلى فمي فاضطررت لقلبها”، لافتًا للأناضول أنه يمتلك الكثير من المشاريع التي يرغب بتنفيذها في المستقبل وفق جدول زمني محدد، مشيرًا إلى أن ما ينقصه قليل من الوقت، بعيدًا عن العمل الرسمي.
تزوج خلدون من يسرا في عام 2008، وتقف دائمًا بجواره في أي مقابلة، فخورة به، وموصلة صوته الهامس لمن حوله، ما يجعله يعتبرها جوهرة، وملاكًا أرسلها الله إليه من السماء.
سنجاب تعرض في السابعة عشرة من عمره لحادث أثناء ممارسته السباحة على شاطئ مدينة طرطوس السورية، أدى إلى إصابته بشلل رباعي في جميع أنحاء جسده عدا عضلات الوجه. وشلل “الحجاب الحاجز” جعله يستخدم جهاز تنفس اصطناعي بشكل دائم، ليبقى على قيد الحياة.
لا تغيب جمل الحمد عن لسان الشاب، الذي يعتبر نفسه يعيش بنعمة كبيرة، مرددًا “طالما أنا على قيد الحياة، فأنا بنعمة عظيمة جدًا، وطالما أن عقلي سليم فهذه نعمة أكبر من أي نعمة أخرى … وأنا أدعوه أن يعافيني، بالرغم من أنني بنعمة كبيرة الآن”.