خمسة مدربين شباب يفرضون أسماءهم في عالم كرة القدم
فرضت أسماء بعض المدربين الشباب أنفسها على عالم كرة القدم بما حققوه من أرقام مع الأندية التي يديرونها، ومن أبرزهم: فرانك لامبارد، ستيفن جيرارد، ميكيل أرتيتا، يوليان ناغلسمان وماركو روزه.
أسطورة تشيلسي فرانك لامبارد
تولى فرانك لامبارد مهمة تدريب نادي تشيلسي، في 4 من تموز عام 2019، خلفًا للإيطالي ماوريسيو ساري، بعقد يمتد لثلاث سنوات، قادمًا من فريق ديربي كاونتي أحد أندية دوري الدرجة الأولى الإنجليزي.
وأعلن حينها اللاعب السابق للبلوز تشيلسي، عن فخره بعودته إلى ناديه كمدرب، معربًا عن حبه الكبير لهذا الكيان، ومنذ يومه الأول في النادي حدد لامبارد هدفه بتحقيق المزيد من النجاحات مع تشيلسي.
Lampard: "I am immensely proud to be returning to #Chelsea as head coach. Everyone knows my love for this club and the history we have shared.”
— Chels HQ (@Chels_HQ) July 4, 2019
وبزغ نجم لامبارد في عالم التدريب، بعد تقديمه موسمًا مميزًا مع فريق ديربي كاونتي في دوري الدرجة الأولى، بقيادته لمرحلة الترقي والتأهل للدوري الإنجليزي الممتاز، قبل أن يخسر اللقاء الحاسم أمام أستون فيلا، ويفشل في العودة للبريميرليج.
ودافع لامبارد ذو الـ41 عامًا عن ألوان تشلسي خلال 13 عامًا حقق فيها 13 لقبًا، من بينها لقب الدوري ثلاث مرات (2005 و2006 و2010)، ودوري أبطال أوروبا عام 2012، والدوري الأوروبي في موسم 2013.
الهداف التاريخي للنادي برصيد 211 هدفًا بين عامي 2001 و2014، غادره تاركًا خلفه آمالًا كبيرة بالعودة إليه، إذ توجه الإنجليزي لامبارد إلى مانشستر سيتي الانجليزي في موسم 2014-2015، ومنه إلى نيويورك سيتي الأمريكي في موسم 2015-2016، قبل أن يعتزل اللعب نهائيًا.
“لن أكون نسخة لأحد”
هناك اتهامات للامبارد بمحاولته نسخ أسلوب مدربه السابق في البلوز والحالي لتوتنهام، جوزيه مورينيو، الذي يتسم بترتيب الخطوط وغلق المساحات على الخصم في جزء الملعب الخاص به، وهو ما يفسر الأسلوب الدفاعي الذي ينتهجه لامبارد والمعتمد على الهجمات المرتدة.
المدرب لامبارد يفند هذه الاتهامات موضحًا أنه على الرغم من إعجابه بالبرتغالي مورينيو لا يريد استنساخ طريقته، وقال في تصريحات نقلتها شبكة “سكاي سبورت”، إن مورينيو كان مدربًا جيدًا ومليئًا بالنقاط الإيجابية، إلا أنه لن يكون نسخة من شيء آخر.
قائد الريدز ستيفن جيرارد
استلم ستيفن جيرارد زمام الأمور في نادي غلاسكو رينجرز الأسكتلندي بعقد لمدة أربعة أعوام ابتداءً من 2018، بعد أن درب الفئات السنية الشابة (تحت عمر 18) في ليفربول عند اعتزاله في 2016.
#RangersFC are delighted to confirm that Steven Gerrard has agreed to become the new manager of the Club. pic.twitter.com/uUOVnJWI7I
— Rangers Football Club (@RangersFC) May 4, 2018
وجدد النادي الأسكتلندي عقد مدربه الإنجليزي جيرارد حتى عام 2024، بعد أن قاده إلى الدور الـ 32 من الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) في كرة القدم، كما وصل معه في أول مواسمه لوصافة الدوري المحلي خلف غريمه الأزلي سلتيك.
استمر جيرارد بتقديم مستويات رائعة مع النادي الأسكتلندي، ويحل في الموسم الحالي، بالمركز الثاني خلف سيلتك المتصدر، بفارق نقطتين فقط، علمًا أن لديه مباراة مؤجلة.
🆕 Gerrard 2024 🆕#RangersFC is today delighted to announce manager Steven Gerrard has agreed a two-year extension which will keep him at Ibrox until the summer of 2024.
— Rangers Football Club (@RangersFC) December 13, 2019
توج القائد جيرارد المولود في عام 1980، ببطولات عدة في مسيرته الكروية كلاعب، أبرزها لقب دوري أبطال أوروبا موسم 2004-2005، كأس السوبر الأوروبي 2000-2001، والدوري الأوروبي عام 2001.
وخاض النجم صاحب الـ40 عامًا، 504 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليفربول، مسجلًا 120 هدفًا ومحققًا 92 تمريرة حاسمة، بينما شارك في 114 مباراة مع المنتخب الإنجليزي لكرة القدم وسجل 21 هدفًا، وحمل شارة القيادة في 38 مناسبة.
ولأن لكل جواد كبوة، وقع جيرارد بأكثر المواقف المحرجة في حياته الاحترافية، وذلك عند تزحلقه أمام لاعب تشلسي ديمبابا ليحرز هدفًا للبلوز، مهديًا بهذه الخسارة اللقب لنادي مانشستر سيتي في موسم 2014.
كلوب هو القدوة
اعترف ستيفن جيرارد بسيره على خطى الألماني مدرب ليفربول الحالي، يورغن كلوب، وخلال مقابلة مع صحيفة “الجارديان” البريطانية، كشف قائد ليفربول الأسبق عن تتبعه لخطوات كلوب، محاولًا السير على خطاه ومحاكاة أسلوبه في التدريب.
ولا يتوقع جيرارد أن يكون مثل كلوب لتمتع الأخير بالحضور على الملعب وأثره على اللاعبين، ولكنه يتعلم منه بعض الأشياء، تقدم له إفادة عظيمة، على حد قوله.
ويعرف أسلوب كلوب الذي يريد جيرارد محاكاته بالكرة الهجومية المعتمدة على الضغط العالي الشامل، وتحرك اللاعبين في كل أرجاء الملعب دون توقف، وهو ما طبقه في الريمونتادا التاريخية على برشلونة بأربعة أهداف لصفر في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2018-2019.
ميكل أرتيتا خليفة جوارديولا
بدأ ميكيل أرتيتا أماترين حياته الكروية في إقليم الباسك الإسباني، مع نادي أنتيغو، شاغلًا خط الوسط برفقة تشافي ألونسو.
انتقل بعدها إلى نادي “برشلونة ب” الرديف، في سن 15 عامًا، انتقل بعدها ليلعب بصفوف نادي باريس سان جيرمان الفرنسي عام 2000.
بعدها بدأ أرتيتا بالتنقل بين الأندية الأوروبية ففي عام 2002 لعب لصالح رينجرز الأسكتلندي، وريال سوسيداد في عام 2004، ومن بعدها وقع مع إيفرتون الإنجليزي عقدًا لمدة خمس سنوات في عام 2005.
انتقل إلى آرسنال في موسم 2011، بصفقة بلغت قيمتها عشرة ملايين جنيه إسترليني، مرتديًا القميص رقم ثمانية، وعين قائدًا لنادي “المدفعجية” في آب 2014، رافعًا معهم العديد من الألقاب.
وفي موسم 2016 اعتزل أرتيتا لعب كرة القدم، ليشغل منصب مساعد المدرب بيب جوارديولا في مانشستر سيتي محققًا معه العديد من البطولات.
Amazing season making history! What a beautiful journey… pic.twitter.com/tnpEYPrRi0
— Mikel Arteta (@m8arteta) May 19, 2019
التحكم بالتفاصيل سر نجاحه
عُيّن أرتيتا صاحب الـ38 عامًا مدير فني لـ”الجانرز”، في 20 من كانون الأول 2019، خلفًا لمواطنه الإسباني أوناي إيمري، بعقد يمتد لثلاثة أعوام ونصف العام.
وبدأ أرتيتا منذ مباراته الأولى بمحاولة فرض أسلوبه على “الجانرز”، وهو الذي يعرف بحبه لمنظومة اللعب الهجومية الشاملة الشبيهة بأسلوب جوارديولا.
ويتحكم بالتفاصيل الخاصة بلاعبيه داخل المستطيل الأخضر وخارجه، ليخرج أفضل ما فيهم، كما حصل مع متوسط ميدان أرسنال مسعود أوزيل، الذي ضحك لأول مرة بعهد أرتيتا بعد عبوس لفترة طويلة.
Great start of the year. Let’s keep improving together #alltogether #arsenal 2-0 #arsenalvsmanutd pic.twitter.com/PWvqTSyMMm
— Mikel Arteta (@m8arteta) January 1, 2020
وقال مدافع مانشستر يونايتد السابق، ريو فيرديناند، معطيًا رأيه بأرتيتا، “تأملوا أوزيل، فأنا أعتقد أنها المرة الأولى التي أراه فيها مبتسمًا منذ 18 شهرًا، ولا شك بأن ذلك يرجع إلى استمتاعه بالتدريب حاليًا”.
وقال مدرب السيتي، بيب جوارديولا، للإعلام، إنه يثق تمامًا بأن أرتيتا سيخلفه يومًا ما، وسيكون ناجحًا عاجلًا أم آجلًا.
وأضاف “هو مدرب شاب، ولكنه يملك الخبرات بالفعل، ويعرف كيف يتعامل مع اللاعبين الكبار والفرق الكبرى. كان أرتيتا لاعب ارتكاز ويعرف قراءة المواقف جيدًا. أفضل المدافعين هو من يفكر في مصلحة فريقه طوال الوقت”.
ووصف جوارديولا شخصية أرتيتا بالسعيدة طوال الوقت، وبأنه إنسان رائع ويملك قيمًا كبيرة في غرف الملابس.
🇪🇸 With Mikel Arteta being linked with the Arsenal job, Pep Guardiola explains why holding midfielders make good managers.
(🎥 @HaytersTV) pic.twitter.com/0g4G2czpOh
— The Coaches’ Voice (@CoachesVoice) November 25, 2019
يوليان ناغلسمان.. مدرب بالفطرة
لا يحظى يوليان ناغلسمان بالمشوار الكروي الحافل بالإنجازات والأرقام والشهرة، وبدأ الألماني باللعب في نادي “اف سي لسينغ” ومن ثم التحق بفريق أوغسبورغ للناشئين.
وانتقل للعب في صفوف الفريق ميونخ 1860 عام 2002، وهناك احترف كرة القدم، ليعود للعب في صفوف نادي أوغسبورغ عام 2007 عندما كان عمره 20 عامًا.
وبالرغم من ولعه بعالم المستديرة، حرمته إصابته على مستوى الركبة لمرتين على التوالي من متابعة مسيرته الكروية كلاعب، ليعتزل وينتقل إلى عالم التدريب.
درب في بداية مشواره ناشئي نادي ميونخ 1860 تحت سن الـ17، وانتقل بعدها للعمل في الطاقم التدريبي لناشئي هوفنهايم لنفس الفئة العمرية في عام 2010.
من أصغرهم عمرًا إلى أولهم ترتيبًا
يعتبر ناغلسمان المولود في 23 من تموز عام 1987 (33 عامًا)، أصغر مدرب في تاريخ البونديسليغا بتقلده رسميًا تدريب نادي هوفنهايم الألماني، خلفًا للهولندي هوب ستيفنز، بعام 2016 وهو لم يتجاوز 30 من عمره.
مدرب فريق الشباب لهوفنهايم من عام 2013، لم يكن حاصلًا على الشهادات التدريبية الكافية لبدء مسيرته كمدرب في البوندسليغا، إلا أنه نجح حينها بإنقاذ الفريق من الهبوط إلى الدرجة الثانية، إضافةً لمساعدته على الوصول إلى المراتب الأولى المنافسة للمشاركة بدوري أبطال أوروبا، كما ونجح في موسمه الأول بالحصول على جائزة أفضل مدرب في الدوري الألماني.
Congratulations to Julian #Nagelsmann for winning “Coach of the Year 2016”. 👏🏼 The prize is awarded by @DFB. #tsg pic.twitter.com/IPoM5YqcDv
— TSG Hoffenheim EN (@achtzehn99_en) March 20, 2017
يدرب ناغلسمان حاليًا نادي آر بي لايبزغ الألماني، الذي يتصدر ترتيب الدوري الألماني بـ37 نقطة وبفارق نقطتين عن أقرب ملاحقيه نادي بروسيا مونشنغلادباخ حتى لحظة إعداد التقرير.
ويمتلك ناغلسمان شخصيةً قوية وأفكارًا رائعة ساعدته للوصول إلى المقاعد الأوروبية وتحقيق نتائج رائعة، ويعتقد ناغلسمان أن التدريب 70% نفسي و30% تكتيك باعترافه الشخصي، فهو مهتم بالجانب النفسي والاجتماعي كثيرًا للاعبيه، ودائمًا ما يردد عبارته “أنت بحاجة إلى توازن الصفات الفنية والتكتيكية والحالة النفسية”.
Julian Nagelsmann is the youngest head coach to ever finish top of a @ChampionsLeague group 👶
32 years old! 🙌
🔴⚪ #DieRotenBullen pic.twitter.com/0GbNoFPDdE
— RB Leipzig English (@RBLeipzig_EN) December 12, 2019
قدوة ناغلسمان التدريبية هو بيب جوارديولا، إذ يحبذ كثيرًا الاستحواذ والضغط العالي والكرة الهجومية والمرونة التكتيكية والتنوع بالخطط.
فمن “3-1-4-2″، في الحالة الهجومية بوجود لاعب ارتكاز أمام الثلاثي الدفاعي و6 لاعبين بالهجوم لممارسة الضغط العالي، إلى 4-4-2 في الحالة الدفاعية لإغلاق الأطراف ومنع الخصم من النفاذ منها، فهي مزيج من قواعد اللعب التموضعي ومبادئ المدرسة الألمانية التي تعتمد على اللعب المباشر.
الماكينة التدريبية ماركو روزه
يعتمد مدرب بروسيا مونشنغلادباخ الألماني وصيف المتصدر الحالي نادي لايبزيغ، ماركو روزه أسلوب أستاذه ومدربه السابق في نادي ماينز، يورجن كلوب.
ومنذ بدايته بالتدريب رفقة نادي سالزبورج النسماوي، اعتمد بشكل أساسي على خطة 4-2-3-1، والتي تسمح له بتغيير شكل فريقه بالملعب حسب الظروف بسرعة ومرونة، بحسب ما أوضح حينها مساعده رينيه ماريك.
المهم في تكتيت روزه هو وجود ثلاثة لاعبين يعملون على الضغط من خط دفاع الفريق المنافس لاستعادة الكرة، ثم التحول للهجوم بشكل سريع.
وكما قال المدافع البرازيلي، أندريه راماليو سيلفا، “هناك الكثير من الفرق تملك جودة عالية، وإذا لم تضغط فمن السهل عليهم اللعب، لديهم الوقت للتفكير واتخاذ أفضل الخيارات، مع الكثير من الضغط الأمر يصبح أصعب عليهم لإيجاد الحلول”.
ومن الملفت أن سالزبورغ رفقة روزه، لم يسمح لأي خصم الموسم الماضي إلا بمعدل 6.6 تمريرة قبل قطع الكرة.
يصنف هذا الرقم كواحد من الأفضل في أوروبا، وهو أعلى من مانشستر سيتي وليفربول.
كيف بدأ التدريب؟
بعد مسيرة متواضعة كلاعب، انتهت بالاعتزال مع ماينز في 2011، بعمر 33 عامًا، بدأ ماركو روزه يشق طريقه في عالم التدريب، ومن بيت يورجن كلوب، بدأ كمساعد لخليفته توماس توخيل لمدة مباراتين فقط.
أصبح بعدها مساعدًا للمدرب مارتن شميت، في فريق ماينز للشباب، سنتان كافيتان ليبدأ اعتلاء هرم المسؤولية، وتولي قيادة لوكوموتيف لايبزيغ لمدة عام، قبل أن يتخذ خطوة جريئة، بالسفر إلى النمسا لتدريب فريق سالزبورغ تحت 16 عامًا.
وتقدم روزه بسرعة لافتة عبر الفئات العمرية بقيادته فريق سالزبورغ تحت 19 عامًا للفوز بدوري أبطال أوروبا للشباب، في إنجاز غير متوقع حققه عام 2016.
تولى قيادة فريق سالزبورغ الأول، وفي أولى مواسمه معه انتصر في بطولة الدوري الأوروبي على حساب كل من بروسيا دورتموند، ريال سوسيداد، مارسيليا، قبل أن يواجه الفريق الفرنسي مجددًا ويخرج على يده في نصف النهائي 3/2 في مجموع المباراتين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :