هل يحمل مسؤولو النظام رسائل روسية إلى إيران
وصل مسؤولون كبار في حكومة النظام السوري إلى العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة غير اعتيادة، إذ أنها شملت أعمدة النظام، كما أنها لم تكن معلنة عنها، حتى أن وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية نقلت خبر الزيارة عن صحيفة سورية محلية.
ومن المبرر ربط الزيارة، وفق مراقبين، بمقتل قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني، جراء ضربة أمريكية في أثناء وصوله من دمشق إلى مطار بغداد الدولي، في 3 من كانون الثاني الحالي.
النفوذ الروسي أولًا
جاءت زيارة رئيس الوزراء السوري، عماد خميس يرافقه ووزير الخارجية، وليد المعلم ووزير الدفاع، العماد علي عبدالله أيوب، اليوم الأحد 12 من كانون الثاني، بعد أيام قليلة للزيارة المفاجئة التي أجراها على عجل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى دمشق، ما يفتح الباب أمام تساؤلات عن مضمون ما سيناقشه وفد النظام مع المسؤولين الإيرانيين.
ويرى السياسي السوري المختص في العلاقات الدولية سعد وفائي، أن النظام السوري يمثل أحد قنوات التواصل التي تخدم الترتيبات الروسية الإيرانية.
وأضاف لعنب بلدي، اليوم الأحد، 12 من كانون الثاني، أن زيارة أعمدة النظام إلى طهران ستبحث في المحافظة على الوضع الروسي في سوريا، والحد من النفوذ الأمريكي.
وأيد رأيه بالاستناد إلى أقوال مسؤولين أمريكيين، أبدوا مؤخرًا رغبتهم بالعودة إلى المنطقة بشكل جديد، وخاصة بعد خروجهم من جزء كبير من منطقة شرق الفرات، وترك الساحة فارغة للنظام وروسيا.
وأوضح أن روسيا لا تريد أن يقل نفوذها في سوريا بعد مقتل سليماني، فروسيا تريد أن تثبت أقدامها التي داست بها المنطقة في أيلول 2015، عندما تدخلت عسكريًا في سوريا، وهذا يقابله بالطبع السياسات الأمريكية في المنطقة، وفق قوله.
تعليمات بوتين؟
يعتبر سعد وفائي أن مقتل سليماني يمثّل إشارة بدء لإعادة ترتيب النفوذات الدولية في المنطقة، وتحديدًا في سوريا.
ويصف وفائي سليماني بأنه رجل روسيا في إيران وسوريا، مذكرًا بأن سليماني كان من أوائل المطالبين بالتدخل الروسي في سوريا لإنقاذ النظام السوري.
وبالتالي، فإن مقتله يحتاج إلى عناية خاصة من الروس، تقتضي بالضرورة إعادة ترتيب أوراق روسية ومن أعلى السلطات، وهذا ما يفسر جزءًا من زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الأخيرة إلى دمشق، وفق قوله.
وبحسب وفائي، فإن بوتين حمّل النظام السوري، تعليمات جديدة متعلقة بالرسائل التي أرادت أمريكا إيصالها من وراء قتل سليماني.
وتتضمن تلك التعليمات، الشكل الجديد لموقع النظام السوري من هذا الصراع (في إشارة إلى التوتر الإيراني الأمريكي)، وألا يحدث فراغ لروسيا في المنطقة، على حد تعبيره.
الباحث ومنسق “تجمع مصير”، أيمن فهمي أبو هاشم، قال في وقت سابق لعنب بلدي اليوم، إن زيارة بوتين كانت تحمل رسائل إلى كل العالم، مفادها أن دمشق جزء من الإمبراطورية الروسية التي تحاول موسكو إقامتها على أنقاض السوريين وعلى انتهاك سيادة سوريا.
ولفت إلى أن بوتين أراد “تقزيم” الدور الإيراني في سوريا، عبر التأكيد بأنه اليد العليا فيها، وأن على الجميع أن يتحرك وفق ما تراه موسكو.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :