يتوجه رئيس حكومة النظام السوري، عماد خميس، ووزيرا الدفاع والخارجية، وليد المعلم وعلي عبد الله أيوب، إلى العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة مفاجئة أعقبت التطورات العسكرية والسياسية في المنطقة العربية.
وقالت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام، اليوم الأحد 12 من كانون الثاني، إن الوفد الحكومي “رفيع المستوى” برئاسة عماد خميس وكبار وزرائه، سيبحث العلاقات الثنائية والتطورات المتسارعة على الساحتين الإقليمية والدولية مع كبار المسؤولين الإيرانيين في طهران.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية (لم تسمها) في دمشق أن “الزيارة على غاية من الأهمية كونها تأتي في ظل مستجدات متلاحقة في المنطقة، وأن المباحثات ستتطرق حتمًا إلى آخر التطورات، ومن أبرزها عملية اغتيال قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني ورفاقه، والرد الإيراني على هذه العملية”، بحسب تعبيرها.
وكان سليماني ومسؤولون عراقيون قتلوا بغارات جوية أمريكية في العاصمة العراقية بغداد، في 3 من كانون الثاني الحالي، قابلها رد إيراني على قواعد أمريكية في العراق في 8 من الشهر ذاته، دون أضرار.
كما تأتي بعد أيام على زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى العاصمة دمشق، ولقائه رئيس النظام بشار الأسد، في 8 من كانون الثاني.
زيارة بوتين هي الأولى إلى سوريا منذ عام 2017، والتي اعتبرها محللون رسالة روسية إلى الدول المؤثرة في الملف السوري، وعلى رأسها إيران والولايات المتحدة وإسرائيل.
كما فتحت زيارة بوتين لدمشق الباب أمام تساؤلات حول ما إذا كانت روسيا تسعى إلى إضافة مكاسب جديدة لها على حساب إيران التي تتوسع حلقة صراعها مع أمريكا، في وقت يشهد تصاعدًا في المواجهة بين إيران، الحليفة لموسكو في سوريا، وأمريكا التي هددت بمطاردة الوجود الإيراني في سوريا والعراق إذا حاولت طهران الانتقام لمقتل قاسم سليماني.
وكان الباحث ومنسق “تجمع مصير”، أيمن فهمي أبو هاشم، قال لعنب بلدي قبل أيام، إن بوتين خلال زيارته لدمشق الأسبوع الماضي، أراد “تقزيم” الدور الإيراني في سوريا، عبر التأكيد بأنه اليد العليا فيها، وأن على الجميع أن يتحرك وفق ما تراه موسكو.
وأضاف أبو هاشم أن أكثر شيء عكس هذا التنافس هو الصراعات بين الأجهزة الأمنية ووحدات الجيش السوري حول ولاءات الضباط لهذا الطرف أو ذاك، فمساحة الاستقطاب بينهما (طهران وموسكو) أمر لا يمكن إغفاله، بل على العكس قد يصل أحيانًا إلى اغتيال جهات تابعة لكلا الطرفين.