الروس يتدخلون في درعا للإفراج عن مختطفين للنظام
شهدت المنطقة الشرقية في محافظة درعا تصعيدًا أمنيًا بين مواطنين من المنطقة وقوات النظام السوري، على خلفية اختطاف عدد من عناصر النظام من قبل مسلحين، في تطور لافت في المحافظة الخاضعة لاتفاق التسوية برعاية روسية.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا، اليوم الأحد 12 من كانون الثاني، أن مسلحين من بلدة ناحتة شرق درعا هاجموا، ليلة أمس السبت، حواجز عسكرية للنظام واختطفوا عددًا من عناصره مع أسلحتهم، وذلك ردًا على اعتقال الأخير لأحد أبناء البلدة.
ونقل المراسل عن مصادر عسكرية ومحلية على صلة بالحادثة، أن الشرطة الروسية تدخلت أمس، لإطلاق سراح عناصر النظام وحل الخلاف، ليشترط المسلحون إطلاق سراح الشاب المعتقل قبل تسليم العناصر المختطفين، ما أدى إلى فشل المفاوضات بين الطرفين وعودة التوتر إلى بلدات المنطقة.
دوافع الأزمة
الحادثة بدأت باعتقال قوات النظام لأحد أبناء بلدة ناحتة بريف درعا الشرقي، ما دفع مسلحين من البلدة لمهاجمة حواجز عسكرية بين ناحتة والكرك، واختطاف عناصر كخطوة للضغط لإطلاق سراح المعتقل، بحسب مصدر محلي من بلدة ناحتة.
وعقب ذلك شهدت بلدات المنطقة تصعيدًا متمثلًا بمناوشات واشتباكات على الحواجز بين مسلحين وقوات النظام، إلى جانب حملات تضامن من القرى المجاورة مع ناحتة والكرك، وأبرزها معربة والصنمين والشيخ سعد، وفق صور نشرها “المكتب الإعلامي في بلدة المسيفرة“.
ويتخوف أهالي المنطقة من تصعيد متوقع بعد فشل المفاوضات، مع توتر أمني يسود وحالة تأهب لأي ردة فعل متوقعة.
ولم يعلق النظام السوري بشكل رسمي على الحادثة حتى اللحظة.
بينما قال مراسل قناة “سما” الفضائية، فراس الأحمد عبر “فيس بوك”، إن مسلحين هاجموا عدة حواجز عسكرية في الصنمين وبلدات ناحتة والكرك وإنخل والغارية الشرقية وتسيل والشيخ سعد، دون وقوع إصابات.
وأضاف الأحمد “توضيحًا لما تنشره بعض الصفحات حول اختطاف 28 عنصرًا من الجيش والقوى الأمنية وفقدان الاتصال معهم، فالصحيح هو قيام مسلحين مجهولين باحتجاز ستة عناصر من حواجز في بلدتي الكرك و ناحتة بريف درعا الشرقي.
وأضاف أن “الجهات المختصة تدخلت بشكل مباشر، وبالتعاون مع الأهالي تم تحرير ثلاثة عناصر، وتتم المفاوضات حاليًا لاسترجاع العناصر الثلاثة المتبقين”.
سياسة اختطاف عناصر النظام تعتبر ظاهرة جديدة لجأ إليها مسلحو درعا خلال الأيام الماضية للضغط على النظام السوري من أجل إخراج المعتقلين، بما يشكل تطورًا لافتًا في المجريات السياسة والعسكرية في المنطقة الخاضعة لرعاية موسكو منذ اتفاق التسوية في تموز 2018.
تصعيد متواصل
وكانت المنطقة الشرقية لدرعا شهدت أمس السبت، هجمات متفرقة لمسلحين على حواجز عسكرية بين بلدتي صيدا والغارية الشرقية، وقرب جسر صيدا من جهاة الغرية الغربية، وأسفرت عن مقتل ثلاثة عناصر وإصابة آخر من صفوف النظام، والاستيلاء على أسلحتهم، بحسب مراسل قناة “سما”.
وسيطرت قوات النظام السوري بدعم روسي على محافظتي درعا والقنيطرة، في تموز 2018، بموجب اتفاق “التسوية”، بعد أيام من قصف وتعزيزات عسكرية أجبرت المعارضة على المغادرة إلى الشمال السوري، لتنتشر الشرطة العسكرية الروسية في المنطقة كضامن ومراقب للاتفاق الذي يشهد خروقات يومية بحسب المنظمات الحقوقية.
ويشتكي أهالي درعا من القبضة الأمنية المتزايدة من النظام والمتمثلة باعتقالات متكررة للسكان على الحواجز الأمنية، بما ينافي الوعود الروسية التي تضمنها اتفاق التسوية في تموز 2018، القاضي بوقف الاعتقالات والملاحقات الأمنية والإفراج عن المعتقلين من سجون النظام السوري.
وتشهد المحافظة هجمات متكررة على مقرات عسكرية تابعة للنظام السوري وأجهزته الأمنية، واغتيالات يومية تطال شخصيات متهمة بالتعامل مع الأمن السوري.
آخر تلك الهجمات كانت في 5 من الشهر الحالي، عبر هجوم لمسلحين مجهولين على حاجز المشفى الوطني في درعا عبر قذائف “RPG”، والرشاشات الخفيفة، ليتحول الهجوم إلى اشتباكات بين الطرفين، دون معرفة حجم الخسائر في ذلك الهجوم.
سبق ذلك مقتل الضابط برتبة عقيد، مجدي زين الدين، وأربعة عناصر آخرين من صفوف “الفرقة الرابعة” التابعة للنظام، جراء عمليات اغتيال نفذها مجهولون، في 22 من كانون الأول، بحسب مراسل “سما“.
وكان التصعيد الأكبر، في 28 من تشرين الثاني الماضي، إذ اغتال مجهولون أربعة شخصيات أمنية في صفوف النظام، بينهم ضابطان برتبة ملازم أول ومساعد أول، بحسب قناة “سما” الفضائية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :