يعد المدرب الأرجنتيني مارسيلو بيلسا أحد أبرز واضعي تكتيكات كرة القدم الحديثة، وهو ملهم المدرب الإسباني بيب غوارديولا، الذي وصف بيلسا في عام 2017 بأفضل مدربي العالم.
بيلسا هو أيضًا المدرب الذي غير حياة المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكتينيو، مدرب توتنهام الأسبق وصانع نهضته، والذي أوصله إلى وصافة دوري أبطال أوروبا موسم 2018- 2019، والمدرب الذي يحمل استاد فريق “نيولز أولد بويز” الأرجنتيني اسمه (استاد مارسيلو بيلسا)، كما أن لديه رابطة مشجعين خاصة به تدعى “البيلسيسستا”.
لم يفز بيلسا بأي لقب في أوروبا، إلا أن أفكاره الثورية جعلت بيب غوارديولا يكتسح الألقاب مع برشلونة.
لدى بيلسا هوس بالتفاصيل ورثه من والدته، بحسب ما ذكرته صحيفة “The Guardian” البريطانية، في 17 من كانون الأول 2015، وقالت الصحيفة نفسها “لولا بيلسا لما تمكن متابعو كرة القدم من مشاهدة مجد غوارديولا”.
ما فلسفة بيلسا؟
هذا الهوس بالتفاصيل نقله المدرب إلى عالم كرة القدم، من خلال أفكاره التي تعتمد على مواصلة اللاعبين الركض دون توقف والضغط على الخصم في أرجاء الملعب كافة، كما يطلب من لاعبيه اكتشاف الأخطاء التكتيكية التي قاموا بها في المباراة في أثناء مراجعتها بعد نهايتها، بحسب صحيفة “The Guardian” البريطانية.
كانت هذه التفاصيل هي السبب الرئيس الذي جعل فريق أولد بويز يحصل على لقب الدوري الأرجنتيني، معتمدًا على أربع نقاط أساسية في اللعب، هي “التركيز والبؤرة الدائمة والدوران والارتجال”، وهو ما جعله يحقق الميدالية الأولمبية مع المنتخب الأرجنتيني عام 2004.
وتعتمد فلسفة بيلسا على توحيد فلسفتين في كرة القدم هما: السيطرة على الكرة واللعب المباشر، بحسب ما ذكره موقع “SKY SPORTS” الرياضي، في 21 من حزيران من عام 2018.
هذه الفلسفة جعلت العديد من مدربي كرة القدم يتأثرون بمارسيلو بيلسا، ويكتشفون طرقًا جديدة لتسجيل الأهداف.
ومن التفاصيل التي يبحث عنها بيلسا، بحسب الموقع، عدد المرات التي استطاع لاعبوه اختراق دفاعات الخصم، سواء بالمراوغة الفردية أو بالتمريرات الجماعية، وهو ما يعطي قيمة أكبر لقرارات اللاعبين، وبالتالي السيطرة على اللعبة، بالإضافة إلى استعادة الكرة من الخصم بأسرع وقت، وزرع الرغبة بالهجوم في نفوس اللاعبين، وهو ما جعل أتلتيك بلباو بقيادة بيلسا، ينتزع الانتصار من مانشستر يونايتد الإنجليزي بقيادة أليكس فيرغسون في دوري أبطال أوروبا.
للتحليل دوره أيضًا في عمل بيلسا، الذي يعتمد على تحليل كيفية تسجيل الأهداف من لاعبين من جميع أنحاء العالم لتصميم تدريبات جديدة.
تدريب مبكر ولا فرق كبرى
بدأ بيلسا لعب كرة القدم مبكرًا، وكان ضمن صفوف فريق أولد بويز، واستمر معه منذ عام 1976 حتى عام 1979 عندما انتقل إلى فريق “انستيتوتو” الأرجنتيني، وفي العام التالي انتقل إلى فريق “أرجنتينيو” واعتزل في عام 1980 وعمره 25 عامًا فقط.
قرر بيلسا المولود في عام 1955، دخول عالم التدريب مباشرة، فعمل مساعدًا للمدرب في فريقه الأول “أولد بويز” لمدة ست سنوات.
جاء عام 1992، وتولى تدريب الفريق لعام واحد، وانتقل إلى فريق “أطلس” المكسيكي، واستمر بالتنقل في قارة أمريكا الجنوبية حتى عام 1998، عندما درب فريق “إسبانيول” الإسباني، ولم يستمر سوى عشر مباريات فقط، قبل أن يعود ثانية إلى الأرجنتين ويتولى تدريب منتخبها الوطني لسبع سنوات متتالية.
تخلو السيرة الذاتية لبيلسا من تدريب أي فريق كبير، رغم تأثيره على جيل واسع من المدربين العالميين، وهو ما يرجعه المحلل الرياضي الأردني محمد عواد إلى “التزام بيلسا الكبير بمبادئه”.
وقال محمد عواد في عام 2017، ضمن برنامج “سيلفي سبورت” الذي يعرض عبر “يوتيوب”، إن بيلسا غادر فريق “لاتسيو” الإيطالي بعد يومين فقط، لأن النادي لم يلتزم بالمواعيد المحددة للتوقيع مع اللاعبين الذين اتفق مع الإدارة على شرائهم، معتبرًا أن طريقة بيلسا لا تتفق مع إدارات الأندية الحديثة.
أما السبب الثاني الذي يجعل بيلسا حبيس الأندية الأوروبية “الصغرى”، فهو عدم مرونته في التعامل مع الإدارات، وهو ما يخيفها، بالإضافة إلى عدم تحقيقه أي لقب.