فراس السواح يبحث في أصل الدين عند الإنسان

camera iconفراس السواح كتاب دين الإسان

tag icon ع ع ع

يلجأ الكاتب السوري فراس السواح في كتابه الخامس “دين الإنسان” إلى تقديم سرد روحي، قبل دخوله في لبّ موضوع الكتاب، وهو “البحث العلمي” في وصف الظاهرة الدينية عند الإنسان العاقل (Homo Saipan)، فهذه الظاهرة إحدى السمات الرئيسة التي ميزت الإنسان عن غيره منذ اكتسابه الخصائص الإنسانية التي عرفها حتى الآن.

يبدأ السواح بسرد حالة روحية شعر بها، وهو يدرس كتاب الفيزياء في أثناء امتحانات الشهادة الابتدائية، في حرم جامع خالد بن الوليد بمدينة حمص، متأملًا مآذن الجامع وهي تتقارب وتتباعد ثم تغيب في الأعماق، حسب تعبيره في المقدمة الشخصية للكتاب.

تلك التجربة الروحية جعلت الكاتب يعيش “الوجود الحق” لأول مرة في حياته، تبعتها أكوام من التجارب لعبت التساؤلات الوجودية الدور الرئيس فيها.

الهدف من الكتاب، بحسب السواح، وصف الظاهرة الدينية وصفًا دقيقًا، وعزلها عن بقية الظواهر الإنسانية الأخرى المتعددة.

ويطرح التساؤلات التالية، ما هو الدين؟ وإلى أي حد نستطيع أن نطلق صفة الدين على الطرائق الروحية المغايرة لطرائقنا؟ وما الذي تفتقد إليه “الفلسفات الكبرى” كالأفلاطونية الحديثة، لتغدو دينًا؟

وحاول السواح في كتابه أن يبتعد بشكل أساسي عن أمرين، هما فلسفة الدين، وتاريخ الأديان، فالفلسفة امتداد لفكر صاحبها، وإقحام الرأي الشخصي يُفقد الباحث مصداقية عمله.

وأما تاريخ الأديان، فهو يعطينا صورة كاملة لفهم ما حدث في سياقه التاريخي، لكن السواح في كتابه يريد أن يفهم بعمق: لماذا حدثت الظواهر الدينية؟

ينقسم الكتاب إلى سبعة أبواب، فصَّل فيها بنية الدين والمكونات الأساسية والثانوية له، كما قدم للقارئ الأشكال الاجتماعية للدين ومستوياته الشمولية، وتطرق إلى نماذج من الأديان الشمولية.

والدين الشمولي، بحسب السواح، يعني الأديان التي آمنت بها شعوب متعددة التركيب العرقي ومناطق الانتشار الجغرافي وجمعت بين الحياة الروحية والحياة الاجتماعية.

صدر الكتاب للمرة الأولى عام 1994، في دمشق عن دار علاء الدين، ثم أعادت الدار نشره للمرة الرابعة عام 2002.

فراس السواح كاتب ومفكر وباحث سوري في الميثولوجيا وتاريخ الأديان، صدر له العديد من الكتب التي تختص بتاريخ الأديان في الشرق الأوسط.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة