اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن قوات بلاده أسهمت بتحسّن الحياة السلمية في سوريا “بشكل كبير”، مؤكدًا على الدور الذي تلعبه في مكافحة “الإرهاب الدولي”.
ونقل وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، خلال مؤتمر أجراه عبر الهاتف لكادر وزارة الدفاع أمس، الجمعة 10 من كانون الثاني، تصريحًا على لسان بوتين في أثناء لقائه رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في سوريا قبل أيام، شكر من خلاله القوات الروسية على دورها في الحرب ضد “الإرهاب الدولي”، ما أسهم في تحسّن الحياة السلمية في سوريا تدريجيًا، بحسب تعبيره.
ووصل بوتين في زيارة مفاجئة إلى دمشق، الثلاثاء الماضي، والتقى بالأسد في مقر تجمّع القوات الروسية بدمشق بحضور ضباط ومسؤولين روس، وبوجود مسؤول سوري واحد هو وزير الدفاع، علي عبد الله أيوب.
وتعتبر المرة الأولى التي يزور فيها الرئيس الروسي العاصمة دمشق، بعدما زار أواخر عام 2017 قاعدة حميميم العسكرية التابعة لروسيا في الساحل السوري واستدعى إليها الأسد.
مجازر وتهجير
بدأت العمليات العسكرية الروسية في سوريا نهاية أيلول 2015، مدعومة بالطيران الحربي وخبراء عسكريين على الأرض، لمساندة قوات الأسد ووقف تمدد فصائل المعارضة في مساحات واسعة من الأراضي.
وتوقع الرئيس الروسي حينها أن يكون التدخل مؤقتًا لثلاثة أو أربعة أشهر، وعبر السلاح الجوي فقط، لدعم القوات البرية التي كانت تتمثل بقوات النظام السوري، إضافة إلى الميليشيات الإيرانية و”حزب الله” اللبناني المساند.
كما اعتبر أن التدخل “وقائي” فقط لمنع وصول ما أسماه “الإرهاب” إلى روسيا، لكن المعطيات العسكرية المتبدلة على الأرض غيرت من الأهداف الروسية، وجعلتها تتعمق، بعد أربع سنوات من التدخل أكثر في سوريا، لتصبح المسؤولة عن الملف سياسيًا وعسكريًا أمام المجتمع الدولي.
وخلال تدخلها تسببت القوات الروسية في عمليات قتل وتهجير عشرات آلاف المدنيين في سوريا، ولا يزال ذلك مستمرًا في محافظة إدلب التي شهدت تصعيدًا عسكريًا من قبل النظام وروسيا أسفر عن مقتل نحو 287 شخصًا بينهم 90 طفلًا، منذ 1 من تشرين الثاني 2019، إضافة إلى نزوح 63 ألفًا و65 عائلة (359 ألف شخص)، بحسب ما وثقه فريق “منسقو استجابة سوريا”، وذلك بحجة مكافحة “الإرهاب”.
–