روجت روسيا منذ تدخلها في الشرق الأوسط عبر البوابة السورية، لأسلحتها التي جربتها في قصف مناطق المعارضة السورية.
واستفادت روسيا من التوتر بين دول المنطقة، والقصف المتكرر من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لمناطق في سوريا والعراق، من أجل التفاوض معهما وبيعهما منظومة الدفاع الجوي “S-300”.
بالعودة إلى أيلول 2018، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن الرئيس، فلاديمير بوتين، أوعز بتسليم منظومة الصواريخ إلى سوريا.
وجاء ذلك بعد أيام من سقوط طائرة روسية، من نوع “إيل 20″، في البحر المتوسط غربي مدينة بانياس في اللاذقية نتيجة استهدافها بالخطأ من قبل الدفاعات الجوية السورية، التي كانت تتصدى لصواريخ إسرائيلية استهدفت اللاذقية.
وقُتل 15 عسكريًا روسيًا كانوا على متن الطائرة الروسية، حيث عثرت فرق الإنقاذ البحري على جثثهم “أشلاء”، ما يرجح أن الطائرة انفجرت في الجو قبيل سقوطها في البحر.
واتهمت موسكو حينها تل أبيب بالمسؤولية عن سقوط الطائرة، لتتخذ القصف حجة لبيع منظومة الدفاع الجوي إلى النظام السوري.
ولم تفصح روسيا عن قيمة صفقة بيع الأسلحة، في حين يُعتقد أن ثمنها سيكون ضمن العقود الاقتصادية الكبيرة التي وقعتها موسكو مع حكومة النظام السوري في مختلف القطاعات وخاصة في النفط والغاز.
وانتهت موسكو من تسليم منظومة “S-300” للنظام السوري بالكامل، في تشرين الأول 2018، وتضم الدفعة 49 قطعة من المعدات العسكرية، تشمل آليات القيادة وأربع منصات إطلاق في إطار توريد “S-300”.
العراق يفاوض لشراء منظومة الصواريخ
وإلى الشرق من سوريا تجري مفاوضات بين روسيا والعراق لشراء منظومة الدفاع الجوي، بحسب رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، محمد رضا.
وتجري المفاوضات بين البلدين لشراء المنظومة منذ أشهر، لكن رضا أكد لوكالة “سبوتنيك” الروسية، أمس، تفعيل المفاوضات بين الجانبين العراقي والروسي لشراء منظومة الدفاع الجوي.
وأشار رضا إلى أن صفقة صواريخ “S-300” كان من المفترض أن تتم منذ فترة بعد استهداف “الحشد الشعبي” في العراق.
تفعيل المفاوضات مع روسيا يأتي بعد توتر في المنطقة بين إيران والعراق وبين الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت أمريكا استهدفت ثلاثة مواقع لـ”حزب الله” في العراق وموقعين في سوريا، في 29 من كانون الأول 2019، وشملت المواقع “منشآت لتخزين الأسلحة ومواقع قيادة وسيطرة استخدمتها الجماعة للتخطيط وتنفيذ هجمات على قوات التحالف”.
كما اغتالت طائرة أمريكية قائد “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، قاسم سليماني، ونائب قائد “الحشد الشعبي”، أبو مهدي المهندس، الخميس الماضي، بعد خروجهما من مطار بغداد.
وأدى الاغتيال إلى توتر في المنطقة وخاصة بعدما ردت إيران بقصف القاعدة الأمريكية “عين الأسد” في العراق، دون إصابات في صفوف الأمريكيين.
وفي الوقت الذي تدعو فيه روسيا إلى التهدئة وضبط النفس، لم يصدر أي تصريح عنها فيما يخص بيع منظومة الدفاع الجوي إلى العراق.
–