اعتبر وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، أن بلاده استعادت بقتل قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني، قاسم سليماني، مستوى من الردع بمواجهة إيران.
وخلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، أمس الأربعاء 8 من كانون الثاني، قال إسبر إنه “بالضربات التي نفذناها ضد كتائب (حزب الله) اللبناني في أواخر كانون الأول ثم بعمليتنا ضد سليماني، أعتقد أننا استعدنا مستوى من الردع معهم”، لكنه استدرك “سنرى، المستقبل سيخبرنا”.
إسبر لم يستبعد في الوقت نفسه أن تقوم الميليشيات الشيعية، التي تقودها إيران بشكل مباشر أو غير مباشر، بالمزيد من الهجمات المعادية ضد القوات الأمريكية.
وأشار إلى أنه سيتعين على القوات الأمريكية، في حال حدث ذلك، “الرد بحزم لضمان الحفاظ على هذا المستوى من الردع”، بحسب تعبيره.
في المقابل، اعتبر رئيس هيئة الأركان الأمريكية، الجنرال مارك ميلي، أنه “من السابق لأوانه قول ذلك”، مشيرًا إلى أن الميليشيات التي تدعمها إيران ربما ستواصل اعتداءاتها في العراق وسوريا.
ولفت ميلي إلى أن إيران كانت تطمح من وراء الهجوم الصاروخي الذي شنته على قاعدة “عين الأسد” الجوية في العراق إلى قتل جنود أمريكيين، إلا أنها فشلت.
وأوضح الجنرال الأمريكي أن إيران أطلقت في هجومها على القاعدة الأمريكية 16 صاروخًا باليستيًا من ثلاثة مواقع، وقد أصاب 11 صاروخًا منها قاعدة “عين الأسد” الجوية، بينما سقط صاروخ في قاعدة “حرير” الواقعة شمالي أربيل، في حين فشلت الصواريخ الأربعة المتبقية.
وأشار ميلي إلى أن عدم تسبب هذه الصواريخ بإصابات بشرية في صفوف الجنود الأمريكيين عائد لـ”الأساليب الدفاعية التي استخدمتها قواتنا أكثر من ارتباطه بنية إيران”.
وكانت شبكة “CNN” الأمريكية نقلت عن مسؤول عسكري أمريكي قوله، إن “الجيش الأمريكي كان لديه تحذير مبكر بما يكفي من الهجوم، ما أدى إلى تشغيل صافرات الإنذار وابتعاد العناصر عن طريق الأذى والنزول إلى الغرف المحصنة تحت الأرض”.
وأمس الأربعاء، أعلن “الحرس الثوري” الإيراني، بحسب وكالة “فارس” الإيرانية، عن إطلاق عشرات الصواريخ من نوع أرض- أرض على قاعدة “عين الأسد” في العراق، بعد أيام من التهديد والوعيد بـ”رد قاسٍ” على اغتيال أمريكا سليماني.
وأطلق “الحرس الثوري” اسم “عمليات الشهيد سليماني” على العملية، واعتبر أنها “انتصار كبير للأمة الإسلامية والشعب الإيراني”.
وقُتل سليماني ونائب رئيس “الحشد الشعبي” في العراق، أبو مهدي المهندس، في قصف أمريكي بالقرب من مطار بغداد الدولي، صباح الجمعة الماضي.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن قتل سليماني جاء بناء على توجيهات الرئيس ترامب، “كإجراء دفاعي حاسم لحماية الموظفين الأمريكيين بالخارج”.
ويعتبر سليماني من أبرز القياديين الإيرانيين الذين ينفذون ويرسمون السياسة العسكرية لإيران في سوريا، خلال سنوات الحرب الماضية.
وهددت إيران بـ”انتقام شديد” لمقتل سليماني، وقال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، في بيان نشرته وكالة “فارس” إن “انتقامًا شديدًا بانتظار المجرمين الذين تلوثت أيديهم القذرة بدمائه ودماء سائر الشهداء”.
–