أحداث ساخنة جرت في أول أسبوع من 2020
لم يمضِ أول أسبوع من عام 2020 دون أن يشهد وقوع أحداث ساخنة، بعضها قد تمتد تداعياته إلى أبعد من العام الحالي، وقد تؤسس لإحداث شكل جديد في النظام الدولي الحالي.
سليماني خارج المشهد
كان الحدث الأبرز مطلع عام 2020، ولعله الأهم خلال السنوات العشر الماضية لجهة التوتر الممتد بين إيران وأمريكا منذ وصول النظام الحالي إلى سدة الحكم في إيران عام 1979.
ففي 2 من كانون الثاني الحالي، قررت الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب، إنهاء حياة مهندس التمدد الإيراني في الشرق الأوسط، قاسم سليماني، في غارة نفذتها طائرة أمريكية، في أثناء وصوله إلى مطار بغداد الدولي، قادمًا من دمشق.
ولم تدع أمريكا سليماني يغادر أسوار مطار بغداد، مع نائب رئيس “الحشد الشعبي” في العراق، أبو مهدي المهندس، وعدد من مرافقيهما، وانقضت صواريخها على موكبهما، ما أدى إلى مقتلهما على الفور.
وفور مقتله شكّل سليماني مادة دسمة في مراكز الأبحاث، وفي الأروقة الدبلوماسية الغربية والعربية، التي أبدت تخوفها من انتقال أمريكا وإيران من مرحلة الحرب الباردة، إلى مواجهة حقيقية من شأنها أن تضع المنطقة أمام فوهة بركان.
الخبير في العلاقات الدولية الدكتور العراقي عمر عبد الستار، يرى أن أمريكا بعد قتلها سليماني تسلّمت زمام المبادرة.
ولفت، في حديث سابق لعنب بلدي، إلى أن أمريكا تسعى من تغيير شكل المواجهة مع إيران إلى إحداث نظام دولي جديد تقوده واشنطن، مشددًا على أن حقبة دولية جديدة باتت على الأبواب.
مفاجأة في دمشق
فاجأ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، جميع وسائل الإعلام المقربة منه، حين ظهر أمس، الثلاثاء 7 من كانون الثاني، في العاصمة السورية دمشق برفقة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، حيث تجوّل هناك وزار معالم دينية.
وجمع بوتين والأسد لقاء في مقر تجمّع القوات الروسية، بحضور ضباط ومسؤولين روس، في حين حضر مسؤول سوري واحد هو زير الدفاع، علي عبد الله أيوب.
وبحسب مراقبين، تحمل هذه الزيارة العديد من الرسائل لعدة أطراف، كما توحي بتأكيد روسيا على استمرارها في دعم بشار الأسد ونظامه.
وفتحت مشاهد لقاء الرجلين الباب واسعًا على عدة تساؤلات حول طريقة التعامل التي بات يتبعها بوتين مع النظام السوري ورموزه.
إذ أظهرت صور بشار ووزير دفاعه في دمشق محاطين بعدد كبير من القادة الروس على رأسهم بوتين، وكأن الزيارة تمت في العاصمة الروسية.
كما كان لافتًا وفق معلقين على مواقع التواصل الاجتماعي، تعمّد الروس إجلاس وزير الدفاع السوري على كرسي منخفض عن مستوى بقية الكراسي في الغرفة التي عقد بها الاجتماع، وتحديدًا عن كرسي نظيره الروسي، سيرغي شويغو.
رد متوقّع
لم تنتظر إيران كثيرًا لتنفذ وعيدها بالرد على مقتل سليماني ومن معه، وأعلن “الحرس الثوري” فجر اليوم، الأربعاء 8 من كانون الثاني، استهدافه قاعدتين أمريكيتين بالعراق، بعشرات الصواريخ الباليستية، ردًا على مقتل سليماني.
ولاحقًا، تحدثت وكالة “فارس” شبه الرسمية، عن وقوع 80 قتيلًا على الأقل، في الهجوم الذي قالت إنه أوقع أضرارًا كبيرة في قاعدة “عين الأسد”، بينما نفى مسؤول أمريكي سقوط قتلى بصفوف جنود بلاده.
وكان أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس والخبير والباحث في الجيوبولوتيك، البروفسور خطار أبو دياب، رجح في حديث لعنب بلدي، احتمال حدوث حرب في المنطقة، لكنه لفت إلى أن ذلك يتوقف على طبيعة الرد الإيراني على أمريكا.
وأوضح أنه إذا كان الرد محدودًا وفي مكان محدد يمكن أن يتوقف التصعيد عند هذا الحد، ولكن إذا أرادت إيران توسيع رقعة ونطاق المواجهة، فالمنطقة أساسًا على صفيح ساخن وستبقى كذلك لعدة أشهر.
وعقب الهجوم الإيراني على القاعدتين، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أحيط علمًا بالهجوم، وأنه يتابع تطورات الأوضاع عن كثب.
وعقب الهجوم، كتب ترامب عبر حسابه في “تويتر”، “كل شيء على ما يرام! صواريخ أطلقت من إيران على قاعدتين عسكريتين في العراق. تقييم الخسائر والأضرار التي تحدث حتى الآن جيد جدًا”.
وتابع، “لدينا أقوى جيش ومجهز تجهيزًا جيدًا في أي مكان في العالم، إلى حد بعيد”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :