افتتح الرئيسان التركي والروسي، رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء 8 من كانون الثاني، خط “السيل التركي” الذي سينقل الغاز عبر تركيا إلى أوروبا.
وسبق الافتتاح، الذي جرى في مركز الخليج للمؤتمرات في اسطنبول، لقاء مغلق بين أردوغان وبوتين.
وافتُتح المشروع بمشاركة كل من الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، والرئيس البلغاري، رومن راديف، ووزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز.
وقال الرئيس التركي، “نجح تعاوننا مع روسيا في مجال الطاقة، كما هو الحال في المجالات الأخرى، ولن نسمح لخلافاتنا في الفترة الأخيرة أن تقف في وجه مصالحنا المشتركة”.
وفي حديثه عن تطورات المنطقة وتداعيات مقتل قائد “فيلق القدس” الإيراني، قاسم سليماني، قال أردوغان، “التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بلغ مراحل متقدمة، ونتمنى ألا تشتعل حرب وصاية في العراق وسوريا ولبنان ودول الخليج”.
الرئيس الروسي أكد أن “الأحداث في المنطقة متجهة إلى المزيد من التوتر لكن تركيا وروسيا تتجهان بشكل مختلف”.
وأشاد بوتين بالعلاقات الروسية والتركية وأنها تطورت في المجالات كافة، بالرغم من العراقيل التي وضعت في الطريق، معتبرًا أن مشروع “السيل التركي” سيؤثر على الاقتصاد الأوروبي كله.
ويشمل المشروع الذي افتُتح اليوم خطين لنقل الغاز من روسيا إلى تركيا مرورًا بالبحر الأسود.
الخط الأول سيغذي تركيا، أما الخط الثاني فيعبر من تركيا لإمداد أوروبا بالغاز الروسي.
وأعلن عن مشروع “السيل التركي” أواخر عام 2014، عقب زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لنظيره التركي، رجب طيب أردوغان.
وعُلّقت الاتفاقيات الخاصة بالمشروع بين البلدين عقب حادثة إسقاط الطائرة الروسية أواخر عام 2015.
لكن بعد التطبيع الروسي- التركي بدايات عام 2016، وجملة من اللقاءات بين الطرفين، صدّق بوتين على اتفاقية المشروع في 7 من شباط 2017.
وأوضحت شركة “أول سيز”، وهي إحدى الشركات المنفذة للمشروع، أنه سيتم تمديد حوالي 900 كيلومتر من الأنابيب عبر البحر الأسود بين روسيا وتركيا.
وسينقل كل خط من خطي الغاز 15.75 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا، بحسب ما صرح به وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي.
ويعد هذا خط الغاز الثالث الذي يمر من تركيا، إذ تحولت البلاد في السنوات السابقة إلى صلة وصل من آسيا إلى أوروبا، إلى جانب تأمين حاجتها من الغاز عبر هذه المشاريع.
الخط الثالث بعد مشروعين من روسيا وأذربيجان
“السيل الأزرق”، هو أحد مشاريع نقل الغاز الروسي الطبيعي إلى تركيا عبر قاع البحر الأسود، ويمر عبره 50% من إجمالي صادرات روسيا من الغاز إلى تركيا.
في العام 2014 علقت “غازبروم” توريد الغاز عن طريق “السيل الأزرق” بهدف الصيانة، وأعادت فتحه في تموز من العام ذاته.
أما خط “تاناب” فهو خط قادم من أذربيجان يمر من بلغاريا ثم يدخل تركيا من ولاية أرداهان في شرقي تركيا.
ويمر الخط من 20 ولاية تركية، ويبلغ طوله داخل تركيا ألفًا و850 كيلومترًا، وبدأ ضخ الغاز فيه إلى تركيا في حزيران 2018.
ويبلغ طول الخط بالكامل بعد وصله مع خط أنابيب “تاب”، الذي يتم العمل عليه حاليًا ويصل إلى أوروبا، ثلاثة آلاف و500 كيلومتر.
ينقل الخط ما يقارب 16 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا، ستة مليارات منها ستلبي احتياجات تركيا من الغاز الطبيعي، وستضخ عشرة مليارات متر مكعب إلى أوروبا عن طريق خط “تاب”.
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اعتبر خلال مراسم ربط خطي الغاز في تشرين الثاني 2019، أن مشروع خط الغاز مشروع إقليمي ومشروع للسلام ورمز للصداقة المتجذرة بين تركيا وأذربيجان، ووصف المشروع بأنه “طريق الحرير للطاقة”.
وقال الرئيس التركي إن الهدف من المشروع هو تأمين احتياجات تركيا من الطاقة، فضلًا عن الإسهام في أمن إمدادات الطاقة لأوروبا.
واستمر العمل على المشروع سبعة أعوام ونصف العام، ويتوقع أن يستكمل مشروع خط أنابيب “تاب” في أوروبا في العام الحالي 2020.
خط نفط من أذربيجان
كما يمر من تركيا خط باكو- تبيليسي- جيهان النفطي، القادم من أذربيجان، وبُدئ العمل فيه عام 2006، ويبلغ طوله 1776 كيلومترًا.
حصل انفجار بالخط النفطي في ولاية كارس بعد زرع عناصر من “حزب العمال الكردستاني” عبوة ناسفة أسفل الخط تسببت بإيقاف الضخ فيه، في آب 2008، لكنه عاود العمل بعد ذلك.
الخطان القادمان من أذربيجان هما الوحيدان اللذان يعبران إلى أوروبا برًا من تركيا دون المرور بروسيا.
ويشهد العالم في المرحلة الحالية توجها متزايدًا نحو استخدام الغاز الطبيعي كمصدر للطاقة النظيفة، ليحل محل النفط الذي يعتبر المصدر الرئيس للطاقة، والذي ينحصر وجوده في دول محددة بالعالم.
وتنظر تركيا لهذه الخطوط المارة من أراضيها كقوة ضغط في أكثر من ملف، خاصة مع الاتحاد الأوروبي الذي توجد عدة قضايا خلافية بينه وبين أنقرة.
–