نفت الولايات المتحدة الأمريكية قرارًا يقضي بانسحاب قواتها من العراق، وذلك بعد تقارير عن رسالة من الجيش الأمريكي تفيد بالانسحاب.
وأكد وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، للصحفيين في “البنتاغون” أمس، الاثنين 6 من كانون الثاني، بحسب وكالة “فرانس برس“، أن الولايات المتحدة لا تخطط للانسحاب من العراق.
وقال لدى سؤاله عن الرسالة إنه “لا يوجد قرار على الإطلاق بالانسحاب من العراق. الولايات المتحدة تقوم بعملية إعادة تموضع، ولكنها لا تنسحب من هذا البلد، نقطة على السطر”.
من جهته، قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، مارك ميلي، إن “رسالة مسربة من الجيش الأمريكي إلى العراق يوم الاثنين، أثارت انطباعات بانسحاب أمريكي وشيك من البلاد، لم تكن سوى مسودة سيئة الصياغة تهدف فقط إلى تسليط الضوء على زيادة في تحركات القوات”، بحسب “رويترز”.
وكانت رسالة كُتبت باسم الجنرال وليام اتش سيلي، قائد القوات الأمريكية في العراق، وُجهت للمسؤولين العراقيين بأن واشنطن تقوم بعملية “إعادة تموضع” لقواتها في البلاد بهدف “الانسحاب من العراق بصورة آمنة وفعّالة”.
ويقول سيلي في الرسالة “نحترم قراركم السيادي الذي يأمر برحيلنا”، في إشارة إلى الدعوة التي وجهها البرلمان العراقي في تصويت جرى، في 5 من كانون الثاني الحالي، إلى الحكومة لطرد القوات الأجنبية من العراق بعد اغتيال قائد “فيلق القدس” الإيراني، قاسم سليماني، بغارة أمريكية في العراق الأسبوع الماضي.
وتنتشر في العراق قوة أمريكية يبلغ عددها 5200 جندي، تعمل على محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، ضمن تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة منذ نهاية العام 2014، وذلك بناء على طلب من الحكومة العراقية.
وأعلن معتصمو ساحة التحرير في العاصمة العراقية، بغداد، رفضهم قرار البرلمان القاضي بإخراج القوات الأجنبية من البلاد، واصفين البرلمان بأنه مقوض الشرعية.
وقال المعتصمون في بيان اليوم، الثلاثاء 7 من كانون الثاني، إن “السلطة ممثلة بالبرلمان والحكومة المنبثقة منه، سلطة عدوة للشعب والوطن، تعمل ضد مصالحه، ولم تتوانَ مطلقًا عن تدميره لمصالح غير وطنية”، وفق مانقلته وكالة “الأناضول”.
يتزامن ذلك مع إعلان الحكومة الألمانية سحب جزء من قواتها في العراق، وسط التوترات التي تشهدها المنطقة على خلفية مقتل سليماني.
في سياق متصل، ذكرت الحكومة الألمانية في رسالة وجهتها أمس، الاثنين 6 من كانون الثاني، إلى البرلمان العراقي، أنه سيتم نقل بعض العسكريين من العراق إلى الأردن والكويت لأسباب أمنية.
وأوضحت أنه سيتم نقل حوالي 30 جنديًا ألمانيًا متمركزين في بغداد ومدينة التاجي، من أصل 120 جنديًا في العراق يقومون بالأساس بتدريب قوات الأمن العراقية، بحسب “رويترز”.
وأشارت ألمانيا إلى أن هذا القرار جاء بناء على طلب من القيادة المشتركة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وتزور المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، روسيا، في 11 من كانون الثاني الحالي، بدعوة من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لبحث التطورات في الشرق الأوسط، بما فيها تصاعد التوتر نتيجة الضربة الأمريكية قرب مطار بغداد التي قتل فيها سليماني.
وتأتي زيارة ميركل إلى روسيا بعد عودة الرئيس بوتين من تركيا، حيث سيجري غدًا، الأربعاء 8 من كانون الثاني، محادثات مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان.
–