تفاقمت أزمة حالات التسمم الناجمة عن تلوث مياه الشرب الرئيسة في منطقة وادي بردى بريف دمشق، مع تسجيل حالات جديدة لدى سكان قريتي الأشرفية وجديدة الشيباني، وسط اتهامات متبادلة بين مؤسسة المياه ومديرية الصحة.
وقال مواطنون في وادي بردى تواصلت معهم عنب بلدي اليوم، الاثنين 6 من كانون الثاني، إن حالات التسمم تزايدت في بلدتي أشرفية الوادي وجديدة الشيباني، بسبب المياه الملوثة وغير الصالحة للشرب.
وأكد المواطنون أن ما يثير الجدل أكثر في المنطقة هو التضارب بين المؤسسات الحكومية حول سبب الحالات.
وبدأت حالات التسمم قبل أسبوع، متمثلة بالتهاب معوي حاد مصحوب بحالات إقياء وإسهال شديد.
وأكدت تقارير مديرية صحة ريف دمشق أن الأسباب هي تلوث مياه الشرب، وفق تحاليل مخبرية نشرتها وسائل الإعلام الرسمية، بينما تنفي مؤسسة مياه دمشق تلك الأسباب.
ووثقت مديرية صحة ريف دمشق 300 حالة تسمم حتى أمس الأحد في البلدتين، وفق صحيفة “تشرين” الحكومية، بينما تحدث المواطنون الذين تحدثت إليهم عنب بلدي عن أن عدد الحالات يفوق ذلك، وهو ما انتشر عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك“.
وحمّل المواطنون المسؤولية لمؤسسة المياه، وطالبوا بتغذية البلدات من نبع عين الفيجة المحاذي، بدل الآبار، والذي يعد من أكبر ينابيع سوريا والمغذي الرسمي لدمشق وضواحيها.
تضارب حكومي
وقال مدير صحة ريف دمشق، ياسين نعنوس، لصحيفة “تشرين” الحكومية، أمس، “بعد أخذ عينات مائية، أظهرت التحاليل تلوثها في الأيام الأولى، فتم تعقيم المياه بالكلور، وسحبت عينات جديدة يوم الجمعة”.
وأشار إلى استنفار كامل للفرق الطبية المزودة بأطباء وسيارات إسعاف وعيادات متنقلة في المنطقة.
لكنّ مدير مؤسسة مياه دمشق، مازن الشبلي، نفى خلال لقائه مع التلفزيون السوري وصحف رسمية، أن تكون مياه الشرب ملوثة، وعزا الأسباب إلى المخابز وبعض المواد الغذائية وإلى انقطاع الكهرباء، رغم تأكيد الصحة أخذ عينات من عدة مواقع مختلفة من شبكة مياه الشرب لتحليلها منذ أيام.
وأظهرت التحاليل أن خمس عينات من أصل تسع “مرفوضة جرثوميًا”، حسبما نقل موقع “البعث ميديا” الجمعة الماضي، عن الدكتوس نعنوس، الذي نفى أن يكون التسمم ناجمًا عن تناول أي مواد غذائية.
كما نفى مدير مخابز الريف، مؤيد الرفاعي، أن يكون الخبز وراء الظاهرة بسبب تعرضه لحرارة من 400 إلى 600 درجة مئوية، إلى جانب إغلاق البئر المائي الموجود في الفرن قبل ستة أشهر، وخلو خزانات الفرن من أي تلوث، في رده على مدير مؤسسة المياه، إلى جانب نفي مدير تموين ريف دمشق، لؤي السالم، أي علاقة للمواد التموينية بظاهرة التسمم، بحسب صحيفة “تشرين”.
الأزمة دفعت مؤسسات الحكومة للاستنفار، لتعمل على تفريغ خزانات المياه لجميع المدارس والأفران في البلدات وتعقيمها وتعبئتها من مياه نبع عين الفيجة، إلى جانب زيارات حكومية للمدارس والمراكز الطبية برفقة وسائل الإعلام الرسمية.
وتخضع قرى وادي بردى بالريف الغربي الشمالي لدمشق، لسيطرة النظام السوري منذ مطلع عام 2017، ويمر بالمنطقة نهر بردى القادم من منطقة الزبداني، وتعتبر منطقة سياحية وغنية بالمياه الجوفية العذبة والمصدر الأول لمدينة دمشق.
وتفتقر قرى الوادي (14 قرية) لمياه الشرب المحلية العذبة رغم وجود أكبر الينابيع في المنطقة “نبع الفيجة” و”نبع بردى”، بعد إجراءات من مؤسسة مياه دمشق تمثلت بتحويل جميع المياه إلى مركز مدينة دمشق عبر أنفاق مائية، لتبقى معظم القرى تتغذى عبر آبار جوفية.
–