كرة قدم طينية لإيصال صوت نازحي المخيمات

tag icon ع ع ع

إدلب – يوسف غريبي

“دائمًا تتبلل خيمنا بمياه الأمطار ونعاني من الوحل في أرض المخيم”، بهذه الكلمات علّق الطفل خالد شعبان، في محافظة إدلب، على مشاركته في مباراة نظمها ناشطون سوريون لأول مرة في “كرة القدم الطينية”، حوّلت معاناة الأطفال إلى فعالية ترفه عنهم.

وأضاف الطفل خالد شعبان “هنا كل أيامنا نقضيها هكذا، لكننا سعداء اليوم بقضاء الوقت في اللعب بالكرة في الوحل”، بعد المشاركة في المباراة التي نظمت في المخيم الواقع غرب مدينة سرمدا، في 2 من كانون الثاني الحالي.

وتوزع المشاركون في المباراة التي جرت على أرض المخيم الموحلة بين ساكني المخيم من شباب وأطفال وبين 20 ناشطًا مدنيًا وإعلاميًا من مؤسسات مختلفة.

الناشط الإغاثي عبيدة دندوش قال لعنب بلدي، إن الهدف من الفعالية لفت النظر للوضع الصعب الذي يعيشه المهجرون داخل المخيمات، بالإضافة إلى الترويح عن نفوس الأطفال المقيمين في المخيم.

وكانت منظمة الأمم المتحدة أعلنت حاجتها إلى مبلغ 25 مليون دولار أمريكي من أجل مواجهة موجة الصقيع التي يواجهها الشعب السوري في الشتاء الحالي، بحسب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للمنظمة، فرحان حق.

وقال حق في مؤتمر صحفي، في 12 من كانون الأول 2019، إنه بحسب تقديرات الأمم المتحدة يوجد ما يقارب ثلاثة ملايين شخص في سوريا بحاجة إلى مساعدة هذا الشتاء، لتلبية الاحتياجات المنقذة للحياة خلال الأشهر الأكثر برودة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الشعب السوري يواجه شتاء آخر، خاصة أن ملايين النازحين من النساء والأطفال والرجال يعيشون في المخيمات دون كهرباء وتدفئة، إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الأساسية.

وأشار حق إلى الفيضانات التي حدثت في مواقع ومخيمات للنازحين شمال غربي وشرقي سوريا، منها 16 مخيمًا في محافظة إدلب، إلى جانب مخيم الهول في الحسكة.

“لم تكن المباراة ممتعة لأطفال المخيم فقط، هذا النشاط خفف عنا كناشطين الضغط الذي نعيشه في أعمالنا، وكان يومًا مميزًا بصحبة الأطفال”، أضاف دندوش.

أما الناشط محمد الأشقر فاعتبر الفعالية مبادرة لمعرفة وضع ساكني المخيمات، وقال “الحال الذي وصلنا إليه بعد المباراة هو حال جميع ساكني المخيم، لو فكر الطفل في اللعب سيتسخ بالوحل ولو أراد التوجه إلى المدرسة أيضًا سيُغطى بالطين”.

كرة القدم في الوحل هي أحد أشكال لعب كرة القدم الشعبية، وتمارس في عدة دول، ويشتهر بها مواطنو المملكة البريطانية.

وتقام لهذه اللعبة بطولات كأس عالم سنوية ينظمها الاتحاد الدولي لكرة المستنقعات.

وتسببت الأمطار الغزيرة، شمال غربي سوريا، بأضرار في مخيمات النازحين، وهو ما أدى إلى تشريد عشرات العائلات، بحسب تقرير نشره فريق “منسقو استجابة سوريا”، في 10 من كانون الأول 2019، قيّم من خلاله أوضاع المخيمات في الشمال السوري.

وبحسب التقرير، تضررت ثلاثة آلاف و126 عائلة نتيجة العواصف المطرية، بالإضافة إلى تشرد عشرات العائلات.

ونشر الفريق بيانًا، في 7 من أيلول 2019، ناشد فيه المنظمات والهيئات الإنسانية العاملة في المنطقة للعمل على تقديم المساعدة الفورية للنازحين القاطنين في المخيمات والتجمعات العشوائية في إدلب.

وازدادت أعداد المخيمات في فترة النزوح الأخيرة إلى 1153 مخيمًا يقطنها 936981 نسمة، بينها أكثر من 242 تجمعًا عشوائيًا غير مخدم، بحسب “منسقو الاستجابة”.

وطالب الفريق بالعمل على تأمين مراكز إيواء فورية للنازحين القاطنين ضمن المدارس التابعة للمجمعات التربوية، لإفساح المجال أمام الطلاب للعودة واستكمال العملية التعليمية في المنطقة.

ودعا إلى العمل على إصلاح الأضرار السابقة ضمن المخيمات وشبكات الصرف الصحي والمطري وتأمين العوازل الضرورية، لمنع دخول الأمطار إلى داخل الخيام، والعمل على رصف الطرقات ضمن المخيمات والتجمعات الحديثة والقديمة بشكل عام.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.



English version of the article


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة