حمص – عروة المنذر
يعاني المزارعون في ريف حمص الشمالي من أزمة تقوض قدرتهم على استمرار نشاطهم وزراعة أراضيهم، تتمثل بضعف الدعم المقدم لهم من الجمعيات الفلاحية وغياب الدعم الحكومي.
يشكل العمل الزراعي الدخل الرئيس لأكثر من 40% من سكان ريف حمص الشمالي، امتدادًا من سهل الحولة غربًا الى الأطراف الغربية لمدينة سلمية شرقًا، وتمتاز المنطقة بتربتها الخصبة الصالحة لأغلب الزراعات المروية.
اتهامات بالفساد والمحسوبيات
تعد الجمعيات الفلاحية واتحاد الفلاحين الجهات الرسمية المخولة بمنح المزارعين البذور والأسمدة اللازمة لزراعة محاصيلهم، وأي مزارع لا يستطيع تأمين مستلزماته عن طريق الجمعية الفلاحية هو مضطر إلى الشراء من السوق الحرة بأسعار مرتفعة.
“أبو بشير”، أحد مزارعي مدينة تلبيسة، قال لعنب بلدي إن “الجمعية الفلاحية تقدم البذور والأسمدة للمزارعين على أساس موقفهم السياسي من الأحداث، فتمنحها للمقربين من النظام السوري وتغلق أبوابها لمن عُرفوا بمعارضتهم للنظام في أثناء سيطرة المعارضة على المنطقة، بينما تباع الحصة الأكبر من مخصصات المنطقة من الأسمدة في السوق الحرة”.
صاحب صيدلية زراعية في المنطقة (تحفظ على ذكر اسمه)، قال لعنب بلدي إن الجمعيات الفلاحية تعمل على بيع الأسمدة المخصصة للتوزيع على المزارعين بالسوق الحرة، بسعر 11 ألف ليرة، كثمن كيس سماد (الشرش)، بينما يجب أن تبيعه للمزارعين بسعر ثمانية آلاف ليرة، ويباع كيس سماد (يوريا) بسعر 17 ألف ليرة، بينما يجب أن تبيعه بسعر 14 ألف ليرة.
وكان يجب على الجمعية توزيع بذار البطاطا بـ45 ألف ليرة للمزارعين المسجلين، بحسب الصيدلاني، لكنها تبيعه في السوق الحرة بـ60 ألف ليرة.
ويعتبر الصيدلاني أن الأمر متفق عليه بين الجمعية الفلاحية والمفارز الأمنية والشرطة، ولكل منهم حصته من الأرباح.
تكاليف إنتاج مرتفعة
ترتفع تكاليف المستلزمات الزراعية مثلها مثل أي سلعة مع انخفاض قيمة العملة السورية أمام الدولار، ما يؤثر سلبًا على أسعار المنتجات الزراعية العام المقبل بشكل حتمي، فتكاليف الزراعة تضاعفت مرتين تقريبًا مقارنة بالعام الماضي، خاصة في بعض المحاصيل المعتمدة على البذور والأسمدة المستوردة كالبطاطا.
أحد مزارعي محصول البطاطا في مدينة الرستن شمالي حمص، أوضح لعنب بلدي ارتفاع تكاليف الزراعة مقارنة بالعام الماضي، فكيس بذار البطاطا كان سعره العام الماضي ما يقارب 45 ألف ليرة، أما العام الحالي فهو يفوق 60 ألف ليرة.
وقد تبعه ارتفاع الأسمدة والانقطاع الطويل للتيار الكهربائي، ما يجبر المزارعين على الاعتماد على محركات “الديزل”، وهذا يزيد تكلفة الإنتاج.
سعر كيلو البطاطا خلال الموسم الماضي كان بـ150 ليرة تقريبًا أما الموسم المقبل فلن يقل عن 250 ليرة للكيلو الواحد، بحسب المزارع، فتكلفة الدونم كانت بحدود 350 ألف ليرة، أما هذا الموسم فمن المتوقع أن تكون أكثر من 550 ألف ليرة على أقل تقدير.