حقق أرسنال أول انتصاراته تحت قيادة مدربه الجديد، ميكيل أرتيتا، بتفوقه على مانشستر يونايتد بنتيجة هدفين دون مقابل في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، في 1 من كانون الثاني الحالي، بعد سلسلة طويلة من عدم الفوز.
وبدأ أرتيتا منذ مباراته الأولى بمحاولة فرض أسلوبه على “الجانرز”، وهو الذي يعرف بحبه لمنظومة اللعب الهجومية الشاملة الشبيهة بأسلوب جوارديولا.
كما أنه يتحكم بتفاصيل تحركات اللاعبين داخل الملعب وخارجه، ليخرج أفضل ما فيهم، مثلما حصل مع متوسط ميدان أرسنال مسعود أوزيل، الذي ضحك لأول مرة بعهد أرتيتا بعد عبوس لفترة طويلة. وبإعطاء رأيه حول المدرب الجديد، قال مدافع مانشستر يونايتد السابق ريو فيرديناند، “تأملوا أوزيل، فأنا أعتقد أنها المرة الأولى التي أراه فيها مبتسمًا منذ 18 شهرًا، ولا شك بأن ذلك يرجع إلى استمتاعه بالتدريب حاليًا”.
وقال مدرب السيتي، بيب جوارديولا، للإعلام، إنه يثق تمامًا بأن أرتيتا سيخلفه يومًا ما، وسيكون ناجحًا عاجلًا أم آجلًا.
وأضاف “هو مدرب شاب، ولكنه يملك الخبرات بالفعل، ويعرف كيف يتعامل مع اللاعبين الكبار والفرق الكبرى. كان أرتيتا لاعب ارتكاز ويعرف قراءة المواقف جيدًا. أفضل المدافعين هو من يفكر في مصلحة فريقه طوال الوقت”.
ووصف جوارديولا شخصية أرتيتا بالسعيدة طوال الوقت، وبأنه إنسان رائع ويملك قيمًا كبيرة في غرف الملابس.
وعُيّن أرتيتا كمدير فني لـ”الجانرز”، في 20 من كانون الأول 2019، خلفًا لمواطنه الإسباني أوناي إيمري، بعقد يمتد لثلاثة أعوام ونصف العام.
وكان يشغل منصب مساعد مدرب لبيب جوارديولا في مانشستر سيتي منذ عام 2016 حتى تاريخ تعيينه مدربًا للأرسنال.
أرتيتا لاعبًا
بدأ ميكيل أرتيتا أماترين حياته الكروية في إقليم الباسك الإسباني، مع نادي أنتيغو، شاغلًا خط الوسط برفقة تشافي ألونسو.
انتقل بعدها إلى نادي “برشلونة ب” الرديف، في سن 15 عامًا، وعلى الرغم من إمكاناته، فشل في اقتحام الفريق الأول، وخرج من النادي الكتالوني إلى باريس سان جيرمان الفرنسي على سبيل الإعارة في كانون الأول من العام 2000.
ومع نهاية الإعارة رغبت إدارة النادي الباريسي في الإبقاء على أرتيتا، خصوصًا مع بند أحقية الشراء الذي كان بحوزتها، إلا أن إدارة برشلونة فضلت عرضًا أثار إعجابها قُدم من قبل نادي رينجرز الاسكتلندي في آذار من عام 2002، الذي فاز معه اللاعب بثلاثية محلية في الدوري وكأس اسكتلندا وكأس الدوري الاسكتلندي في أول مواسمه.
عاد بعد نجاحه في اسكتلندا إلى إسبانيا للعب مع ريال سوسيداد، لكنه فشل في إثبات نفسه لتتم إعارته إلى نادي إيفرتون الإنجليزي للفترة المتبقية من موسم 2004، ليوقع عقدًا مع النادي لمدة خمس سنوات في عام 2005.
وفي سنوات إبداعه مع النادي الإنجليزي وحصده العديد من الجوائز الفردية والجماعية، نالت الإصابة منه في عامي 2009 و2010، ليتراجع مستواه قليلًا وينتقل إلى نادي آرسنال في موسم 2011، بصفقة بلغت قيمتها عشرة ملايين جنيه إسترليني، مرتديًا القميص رقم ثمانية.
عُيّن قائدًا لنادي “المدفعجية” في آب 2014، ليرفع مع النادي ألقابًا عدة كقائد للفريق، وفي موسم 2015-2016 كشف المدرب أرسين فينجر حينها أن أرتيتا قد وقّع تمديدًا لمدة عام واحد مع النادي، وهو ما أكده أرتيتا باعتزاله لعب كرة القدم نهاية الموسم من العام ذاته، منهيًا حياته الكروية كمتوسط ميدان وصانع ألعاب، وتاركًا بصمته في الملاعب الأوروبية.
ولد أرتيتا في 26 من آذار عام 1982، وهو متزوج من ملكة جمال إسبانيا السابقة، الممثلة لورينا بيرنال، ولديه ثلاثة أبناء، جبريل، ودانيال، وأوليفر.
يعتبر أرتيتا صديقًا مقربًا لرفيق طفولته ومشواره الأول متوسط ميدان الريال السابق وارتكاز المنتخب الإسباني تشافي.
يتحدث لغات عدة إلى جانب لغاته المحلية (الإسبانية، الباسكية، الكتالونية)، منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والبرتغالية.