وثقت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” وفاة نحو 616 لاجئًا فلسطينيًا بسبب التعذيب في معتقلات النظام السوري منذ عام 2011.
وفي تقرير أصدرته المجموعة أمس، السبت 4 من كانون الثاني، أشارت إلى عناصر الأمن في سوريا سلموا الأوراق الثبوتية الخاصة بعشرات ضحايا التعذيب إلى ذويهم، وأقر النظام بعد مراجعة دوائر النفوس بأن ما يزيد عن 50 معتقلًا من أبناء المخيمات الفلسطينية قضى تحت التعذيب.
كما وثق فريق الرصد في المجموعة نحو 1780 معتقلًا فلسطينيًا لا يزالون في الأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري، ويعانون من أقسى أنواع التعذيب الممنهج، بينهم 109 نساء، إلى جانب عشرات الأطفال ممن لم يتجاوزوا 18 عامًا.
وفي تقريرها توقعت المجموعة أن تكون أعداد المعتقلين وضحايا التعذيب أكبر مما تم الإعلان عنه، نظرًا لغياب أي إحصائيات رسمية، فضلًا عن تخوف بعض أهالي المعتقلين والضحايا من الإفصاح عن تلك الحالات.
وتؤكد شهادات المعتقلين المفرج عنهم ممارسات عناصر الأمن التابعة للنظام السوري اللاإنسانية بحقهم، وخاصة النساء منهم، والتي شملت الضرب بالسياط والعصي الحديدية والصعق بالكهرباء والشبح والاغتصاب وغيرها من صنوف التعذيب.
وأكد معدو التقرير أن هذه الممارسات تمثل مخالفة واضحة للمادة الخامسة من “الإعلان العالمي بشأن حماية النساء والأطفال في حالات الطوارئ والنزاعات المسلحة”، والتي تنص على أن “جميع أشكال القمع والمعاملة القاسية واللاإنسانية للنساء والأطفال، بما في ذلك الحبس والتعذيب، تعتبر أعمالًا إجرامية”.
وكانت المجموعة أحصت مقتل 4013 لاجئًا فلسطينيًا بسبب الحرب السورية، بين عامي 2011 و2019.
ووفقًا لإحصائيات نشرتها يوم الأربعاء الماضي، فقد توفي 205 أشخاص بسبب الحصار الذي فرضه النظام السوري على مخيم اليرموك بالعاصمة دمشق، والذي رافقه نقص في الرعاية الصحية، إلى جانب وفاة 311 لاجئًا فلسطينيًا قنصًا، و142 شخصًا بسبب تفجيرات، بينما أُعدم 92 شخصًا ميدانيًا على يد قوات النظام والميليشيات الموالية لها.
ولم تُعرف أسباب وفاة 87 شخصًا وبقيت مجهولة، بينما بيّنت الإحصائيات وفاة 52 شخصًا غرقًا خلال توجههم في رحلات الهجرة إلى القارة الأوروبية.
ولفتت المجموعة إلى تعرض 25 لاجئًا فلسطينيًا للاغتيال، إلى جانب مقتل 315 آخرين لأسباب أخرى منها الإعدام والاختناق والحرق.
ويتوزع اللاجئون الفلسطينيون في سوريا ضمن تسعة مخيمات رسمية، هي مخيم النيرب في حلب، ومخيم حماه، ومخيم حمص، ومخيم خان الشيح، ومخين خان دنون، ومخيم السبينة، وقبر الست، وكذلك مخيم جرمانا ودرعا جنوبي سوريا، إلا أن مخيم اليرموك غير الرسمي يعد الأكبر من حيث تعداده السكاني ويضم بحسب تقديرات “الأونروا” 144 ألف نسمة.
وتضم “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” عددًا من الحقوقيين والإعلاميين، وانطلقت عام 2012، وتعمل على توثيق الانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في سوريا.