“دب قطبي بلا حدود”.. الصعاب تربطنا بالحياة
“دب قطبي بلا حدود” (Infinitely Polar Bear) ليس فيلمًا عن الطبيعة، لكنه حكاية عن عائلة أمريكية في السبعينيات، تتحدى الاكتئاب والفقر والانفصال والعنصرية، بقصة شائقة مؤثرة.
يعاني رجل من اكتئاب “ثنائي القطب”، تخطئ ابنته الصغرى باسمه مرارًا داعية إياه بمرض “الدب القطبي”، يصاب إثره بانهيارات عصبية متتابعة أعاقت حياته العملية والعائلية.
ترحل زوجته مع ابنتيه، مضطرة لتحمل مسؤولية إعالة عائلتها، مصارعة الفقر وتحديات المجتمع، الذي لم يكن يتقبل عمل المرأة ولا توليها “دور الرجل”.
أخذ الممثل الأمريكي مارك روفالو، مع الممثلة السمراء زوي سالدانا، دور البطولة في العمل الذي كان انطلاقة كاتبة السيناريو مايا فوربس بالإخراج، عام 2014.
وترشح الثلاثة لجوائز مهمة عما قدموه في الفيلم من أداء، كان أبرزها ترشيح “غولدن غلوب” لروفالو، ولكن المشاركين في بطولة العمل لم يقلل أداؤهم أهمية عن أداء النجمين، خاصة الممثلتين اليافعتين، إموجيني ولودارسكي، ابنة المخرجة فوربس، وآشلي أوفديرهايد، اللتين أدتا دور الطفلتين في العائلة المفككة.
لا يركز العمل على الصعاب وحدها، ولكنه يركز على علاقة الأب بابنتيه حين يضطر لتحمل مسؤوليتهما خلال سعي زوجته للحصول على عمل بمدخول كافٍ، ليسلط الضوء على أهمية العائلة، بين العبء والمسؤولية ومشاعر الحب.
امتازت شخصيات العمل بالذكاء والغرابة، وخلال ساعة ونصف تتطور شخصية الطفلتين، وعلاقة الزوجين المنفصلين، بسياق سلس وممتع، وبمشاهد جمالية زاخرة بالألوان واللقطات المميزة.
كتبت مايا فوربس، مخرجة العمل وكاتبته، على موقع شركة الإنتاج “Sony“، أن الفيلم يمثل قصة شخصية عن طفولتها، التي حاكت أحداثه، وعانت خلالها مع أختها من طبيعة والدهما وأسلوب حياتهم الفوضوي.
تترك فوربس نهاية الفيلم مفتوحة، فهي لا تقدم لنا خاتمة توضح مصير الشخصيات، لا بما يرضي الجمهور ولا بالشكل الواقعي، مشيرة إلى استمرار تحديات الحياة وتعقيداتها، مع مرورها بمرحلة تلو أخرى.
حصل الفيلم على تقييم 7 من 10 على موقع قاعدة بيانات الأفلام (IMDB)، وعلى نتيجة 81% من النقاد في موقع “Rotten Tomatoes” المختص بتقييم الأعمال السينمائية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :