في عام 1895 أنتج الأخوان لومير أول فيلم لهما، حمل اسم “الخروج من المصنع“، تم تصويره بلقطة طويلة، وتوالى إصدار الأفلام التي اتخذت طابع “اللقطة الواحدة”، قبل اكتشاف المونتاج أو قابلية التقطيع المستتر في السينما، أي إيهام المشاهد بأنها لقطة واحدة.
وهذا الطابع هو عبارة عن لقطة سينمائية عامة طويلة، يمكن أن تستمر لأكثر من عشرة دقائق، فتكون من ضمن مشاهد الفيلم لقطات طويلة، أو تمتد اللقطة لساعتين مثلًا لتصنع الفيلم كاملًا.
وتصور اللقطة الواحدة مشاهد الفيلم كلها دون انقطاع في التصوير (Real Time)، كأن الكاميرا تجلس في الصف الأمامي للمسرح، وللمشاهد انتقاء الجزء الذي يوجه اهتمامه من العمل، بحسب تعبير الناقد السينمائي حسن قاسم، في كتابه “التصوير التلفزيوني” (صفحة رقم 181).
وبعد دخول المونتاج وآلية تقطيع المشاهد إلى السينما، أضافت اللقطة الواحدة صورة جمالية كلاسيكية للفيلم، فعند اختيار هذا الطابع في التصوير، لا يوجد مجال لخداع المشاهد.
وهناك أفلام عالمية استخدمت هذا الطابع بكامل العمل، ونالت جوائز في حقل السينما، أبرزها:
فيلم “Russian Ark”
يبدأ الفيلم بصوت الراوي الذي يتسلل داخل قصر “وينتر” في سان بطرسبرغ الروسية، ويسمعه المشاهد دون رؤيته، ويعني أنه شبح يتجول في القصر.
تم تصوير الفيلم في عام 2002، بكاميرا المخرج الروسي الكسندر نيكولايفيتش، في لقطة واحدة مستمرة دون مونتاج لمدة 90 دقيقة.
الفيلم من إنتاج ألماني- روسي مشترك، حقق ستة ملايين دولار أمريكي حول العالم، حسب موقع “Box Office“، المختص بعرض إيرادات الأفلام السينمائية.
حاز الفيلم جائزة “الرؤى” في مهرجان تورينتو الدولي للسينما لعام 2002، وجائزة نقاد السينما في سان فرانسيسكو لعام 2003.
فيلم “Victoria”
يروي الفيلم تجربة فتاة إسبانية تحمل الاسم نفسه انتقلت للعيش في برلين، منذ ثلاثة أشهر، وتعمل في مقهى مقابل أجر ضئيل، بحسب موقع “IMDb” المختص بعرض بيانات الأفلام السينمائية.
الفتاة لا تتحدث الألمانية ولغتها الوحيدة المشتركة مع من حولها هي الإنجليزية، تلتقي بأربعة شباب ألمان، لترافقهم في يومهم المليئ بالمغامرات.
تم تصوير الفيلم في عام 2015، من قبل المخرج الألماني، سيباستيان شيبر، خلال ثلاث ساعات متواصلة، من الساعة الرابعة إلى الساعة السابعة صباحًا، ليصنع فيلمه بلقطة واحدة في 140 دقيقة.
نال الفيلم جائزة “أفضل فيلم” في مهرجان الفيلم الألماني، ويهدف هذا المهرجان إلى تعزيز سمعة السينما الألمانية من خلال العروض السنوية، بحسب وصف موقع المهرجان.
فيلم “Birdman”
الفيلم هو فانتازيا كوميدية سوداء، تتصاعد أحداثه بشكل تدريجي لتصل إلى التضارب بين شخصيات الفيلم.
تدور قصة الفيلم حول “ريغان طومسون” وهو ممثل مَنسي اشتهر بلعبه دور البطل الخارق “الرجل الطائر” في سلسلة أفلام شهيرة منذ عدة عقود.
ويأمل “طومسون” استعادة أيام مجده عندما يبدأ بكتابة وإخراج وأداء دور البطولة في مسرحية في برودواي، لرواية قصيرة للكاتب رايموند كارفر بعنوان “عم نتحدث حين نتحدث عن الحُب”.
الحوار بين الشخصيات يدور بشكل انسيابي خلال الخطوط التي تربط بعضهم ببعض، بحسب الناقد الفني المصري، مجمود مهدي.
تم تصوير الفيلم في عام 2014، للمخرج المكسيكي، أليخاندرو إيناريتو، بلقطة واحدة لمدة 119 دقيقة،
نال الفيلم جائزة “الأوسكار” لأفضل فيلم في عام 2015.
فيلم “The Rope”
فيلم الجريمة الأمريكي من تأليف كل من آرثر لورينتس وبن هيكت، استنادًا إلى مسرحية لباتريك هاملتون، التي تحمل نفس الاسم.
الفيلم من إخراج ألفريد هتشكوك، عام 1984، الذي صوره بلقطة واحدة لمدة 81 دقيقة، ورُشح لجائزة “إدغار” لأفضل سيناريو سينمائي.
فيلم “1917”
صور الفيلم ليكون بلقطة واحدة، لتتبع الكاميرا أبطاله ويتوحد المشاهد معهم، وهو عنصر أساسي لجذب الجمهور لأحداث الفيلم.
درس مخرج العمل سام منديز، مكان الكاميرا واتجاهها ليعرف ماذا يظهر في المشهد وماذا يبقي خارج إطاره، لينقل معاناة الجنود في أواخر الحرب العالمية الأولى بواقعية، لمدة 119 دقيقة.
هذه الواقعية في الفيلم جعلته ينال جائزتي أفضل فيلم وأفضل إخراج في جوائز “غولدن غلوب” هذه السنة، وارتفاع التوقعات بفوزه عدة جوائز في حفل توزيع جوائز “أوسكار” الشهر المقبل، المُرشح لعشرة جوائز فيها.