أعلن نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، عن إعداد بلاده خطة “لإنشاء موقع يكون نموذجًا في المنطقة الآمنة” شمالي سوريا خلال العام الحالي.
وفي تصريحات أدلى بها لوكالة “الأناضول” أمس، الخميس 2 من كانون الثاني، قال أوقطاي، “يجب أن نجد حلًا داخل سوريا، ولا يمكننا مواجهة المشاكل التي أوجدها العالم بمفردنا، لدينا حاليًا نحو أربعة ملايين لاجئ، حوالي 3.6 مليون منهم سوريون”.
وأضاف المسؤول التركي، “من خلال إنشاء منطقة آمنة داخل سوريا سنوفر فضاء ليعيش فيه النازحون بالداخل، وضمان العودة الطوعية للاجئين السوريين من تركيا إلى بلادهم على حد سواء”.
ودعا أوقطاي الدول الأوروبية للإسهام في إنشاء المنطقة الآمنة، لما لمسألة الهجرة من هذه المنطقة من علاقة مباشرة بهذه الدول، معتبرًا أن المنطقة الآمنة “ستوفر الأمن للسوريين، وتضمن أمن الحدود الجنوبية لتركيا”.
وفيما يخص موجة النزوح من محافظة إدلب، التي تشهد تصعيدًا عسكريًا، أكد أوقطاي أن أعداد النازحين في تزايد جراء قصف النظام السوري الذي يطال المحافظة، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن بلاده لا يمكنها استقبال النازحين داخل حدودها لزيادة أعدادهم، لكنها ستواصل رعايتهم في الجانب الآخر من الحدود، بحسب تعبيره.
وتتعرض محافظة إدلب لحملة عسكرية من قبل النظام السوري بدعم الطيران الروسي، بدأت منتصف كانون الأول 2019، وسيطر خلالها النظام على 31 نقطة وقرية بريفي إدلب الجنوبي والشرقي، بالتزامن مع حملة تصعيد جوية على مدينة معرة النعمان وريفها الشرقي، أدت إلى تهجير 264 ألف شخص إلى المناطق الحدودية، بحسب ما وثقه فريق “منسقو الاستجابة”.
من جانبه، أعلن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، عن اتخاذ بلاده سلسلة من التدابير للتعامل مع موجة اللجوء القادمة من محافظة إدلب شمالي سوريا باتجاه الحدود التركية.
وقال صويلو، “نحن أمام حركة لجوء تقدر بـ250 ألف شخص، إذ إننا توقعنا هذه الحركة من قبل، ونتابعها منذ فترة”.
وأضاف، “اتخذنا بعض التدابير، ووضعنا خططًا حول المكان الذي يمكن أن نستقبل فيه اللاجئين، إضافة إلى الإجراءات الإنسانية التي يمكن اتخاذها”.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، هدد الاتحاد الأوروبي بفتح الطريق أمام اللاجئين ما لم يحصل على دعم دولي لخطته القاضية بإقامة “منطقة آمنة” على طول الحدود السورية التركية، وإعادة توطين مليون لاجئ سوري فيها.
وتمتد “المنطقة الآمنة” على الحدود السورية التركية بطول 444 كيلومترًا، وعرض يتراوح بين 32 و35 كيلومترًا، بحسب الرؤية التركية.
وكانت وزيرة الدفاع الألمانية، أنيغريت كرامب كارنباور، اقترحت، في 21 من تشرين الأول 2019، إقامة “منطقة أمنية” شمالي سوريا، تخضع لسيطرة دولية بمشاركة تركيا وروسيا، إلا أن البلدين رفضاها، في حين انتقد وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، الخطة التركية لإعادة اللاجئين إلى “المنطقة الآمنة”.
–