واجهت فكرة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشن عملية عسكرية واسعة قريبًا قد تشمل سوريا ولبنان، رفض المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت.
وقالت صحيفة “إندبندنت عربية” أمس، الخميس 2 من كانون الثاني، إن مندلبليت عبر عن رفضه للفكرة التي طرحها نتنياهو بشن عملية عسكرية كبيرة قد تتطور إلى حرب، وذلك في رسالة مكتوبة بعثها لسكرتير الحكومة، بعد طلب الأخير الاستفسار عن الوضع القضائي الدولي والمحلي في حال نفذت إسرائيل هذه العملية.
ونقل مصدر رفيع المستوى مضمون رسالة المستشار القضائي التي جاء فيها، “إن عملية عسكرية واسعة ضمن الظروف الحالية ومع حكومة انتقالية ليست مفضلة، ومن الأحسن أن تكون هناك حكومة ثابتة تتخذ القرار بشكل صحيح ومتدرج كما ينص القانون” رغم أن حكومة انتقالية في إسرائيل هي حكومة بكل ما في الكلمة من معنى، وباستطاعتها اتخاذ قرار الحرب أو السلم أو أي قرار آخر.
وأشار المصدر إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان يخطط لشن عملية عسكرية واسعة النطاق في الشمال، قد تنتقل من سوريا إلى لبنان في حال تدخل “حزب الله” اللبناني، وذلك بعد تشاوره مع وزيري الدفاع والخارجية.
وتهدف العملية، وفقًا للصحيفة، إلى ضرب منشآت إيران العسكرية ومواقعها في سوريا، وذلك بعد منح الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل الضوء الأخضر لأي عملية تراها مناسبة لضرب مصالح طهران في المنطقة، عقب توجيهها ضربة عسكرية لكتائب “حزب الله” العراقي الموالي لإيران.
ولفت المصدر إلى أن نتنياهو يحاول استغلال الظروف الراهنة في سوريا والتطورات الدولية المرافقة، لشن العملية العسكرية، وليؤكد أنه “ينفذ ما يقول”، بالتزامن مع حملته الدعائية التي يخوضها تمهيدًا للانتخابات العامة المقررة بداية آذار المقبل.
بينما يرى خصوم نتنياهو أنه يحاول من خلال هذه الحرب إنقاذ نفسه من ملفات قضائية قد تؤدي به إلى السجن، محذرين من أن هذه العملية قد تتحول إلى حرب لا يمكن التكهن بعواقبها.
نتنياهو يطلب “حصانة قضائية”
وطلب نتنياهو، أول من أمس الأربعاء، من الكنيست الإسرائيلي “الحصانة القضائية”، بغية إرجاء محاكمته بقضايا فساد.
وقال نتنياهو في خطاب متلفز، “لكي أستمر في قيادة إسرائيل نحو تحقيق أهداف كبيرة، أنوي التوجه إلى رئيس الكنيست بما يناسب المادة 4ج لتجسيد حقوقي، ولأستمر في خدمتكم من أجل مستقبل إسرائيل”.
ويواجه نتنياهو، صاحب أطول مدة رئاسة للحكومة في تاريخ إسرائيل، تهمًا تتعلق بالاحتيال وخيانة الثقة، حيث بدأت بحقه أولى جلسات المحاكمة، في 2 من تشرين الثاني 2019، على خلفية ادعاء قدمه المدعي العام الإسرائيلي، أفيخاي ماندلبليت.
ويُتهم نتنياهو بمنح شركة اتصالات “مزايا تنظيمية”، لقاء ضمان تغطية إعلامية داعمة له ولزوجته في موقع إخباري، يديره الرئيس السابق للشركة، حسب “رويترز”.
كما يواجه تهمة التفاوض مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” الأكثر مبيعًا في إسرائيل، لتغطية أخبار نتنياهو وزوجته بإيجابية، مقابل العمل على تخفيض مبيعات صحيفة محلية إسرائيلية منافسة.
إسرائيل تتوعد الدول الموالية لإيران
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي، هدد كلًا من سوريا ولبنان والعراق التي تتوزع فيها الميليشيات الإيرانية، باستهداف قوات بلاده بنية الكيان أو الدولة التي ستسمح لمنظمة “إرهابية” بالتموضع والعمل على أراضيها وستجعلها تدفع الثمن.
وتضمنت تغريدات نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر “تويتر”، الأربعاء 25 من كانون الأول 2019، مقتطفات من حديث كوخافي، الذي قال إنه يجب اقتلاع القدرات الإيرانية من سوريا، ولن تسمح لها إسرائيل بالتموضع عسكريًا في سوريا والعراق.
وبيّن كوخافي أن استراتيجية قوات الجيش الإسرائيلي تعمل على تركيز الجهود على المنطقة الشمالية (الحدود السورية)، ورفع خطوات الجاهزية القتالية للمواجهة في الجبهتين الشمالية والجنوبية، إلى جانب حماية الحدود والمناطق.
وتعرضت الأراضي السورية لعدة استهدافات من قبل إسرائيل لأهداف قالت الأخيرة إنها تتبع ل”الحرس الثوري الإيراني” وميليشيا “حزب الله” اللبناني، بينما اكتفت دمشق بالإدانة وما تسميه بالرد في الوقت المناسب.
–