اتفق الرئيسان الأمريكي والتركي، دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان، على ضرورة وقف التصعيد في محافظة إدلب شمالي سوريا.
وأعلن البيت الأبيض أمس، الخميس 2 من كانون الثاني، أن الرئيسين ترامب وأردوغان اتفقا على ضرورة تخفيف التوتر في إدلب بعد يوم من مقتل ثمانية أشخاص جراء قصف صاروخي شنته قوات النظام على المحافظة.
وجاء في بيان للبيت الأبيض، “اتفق الزعيمان على ضرورة وقف التصعيد في إدلب بسوريا من أجل حماية المدنيين”.
وقتل ثمانية مدنيين على الأقل وأصيب أكثر من 15 آخرين، أول من أمس الأربعاء، جراء صواريخ محملة بقنابل عنقودية، استهدفت مدرسة وحيًا شعبيًا في مدينة سرمين بريف إدلب الشرقي، مع توسع رقعة التصعيد العسكري على المنطقة المكتظة بالمدنيين والنازحين.
وأفاد مراسلو عنب بلدي في إدلب اليوم، أن صواريخ بعيدة المدى محملة بقنابل عنقودية، ومصدرها النظام السوري، استهدفت مدرسة “الشهيد عبدو سلامة”، والحي السكني المجاور في مدينة سرمين، الواقعة شرق مدينة إدلب.
وقال مدير قطاع “الدفاع المدني” في إدلب، مصطفى حاج يوسف، لعنب بلدي، إن القصف أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين بينهم أربعة أطفال، وإصابة 16 آخرين، في حصيلة أولية، متوقعًا ارتفاع حصيلة الضحايا نتيجة حجم القصف الذي استهدف المدينة.
وأضاف حاج يوسف، أن أكثر الضحايا والمصابين من الأطفال، ومنهم نازحون من مناطق أخرى، “بسبب استهداف الصاروخ المدرسة الابتدائية المليئة بالطلاب والمعلمين”، مشيرًا إلى أن فرق “الدفاع المدني” ما زالت تعمل على إنقاذ المصابين والبحث عن ناجين حتى الانتهاء من تحديد نوع الصاروخ وحجم الخسائر في المنطقة.
وتزامن ذلك مع قصف صاروخي مكثف على بلدات كفرعويد وكنصفرة بريف إدلب الجنوبي وغارة جوية على سوق الغنم بالقرب من بلدة الدير الشرقي، وسبقته 23 غارة جوية روسية على المناطق الواقعة غربي مدينة إدلب.
وبدأ التصعيد على إدلب، منتصف كانون الأول 2019، عبر عملية عسكرية بدأها النظام بدعم روسي، وسيطر من خلالها على 31 نقطة وقرية بريفي إدلب الجنوبي والشرقي، بالتزامن مع حملة تصعيد جوية على مدينة معرة النعمان وريفها الشرقي، أدت إلى تهجير 264 ألف شخص إلى المناطق الحدودية، بحسب ما وثقه فريق “منسقو الاستجابة”.
وتقول الرواية الرسمية للنظام السوري وحليفه الروسي، إن القصف الجوي والصاروخي يستهدف مواقع “التنظيمات الإرهابية” في محافظة إدلب، في إشارة إلى فصيل “هيئة تحرير الشام” وحلفائها، لكن “الدفاع المدني” وفريق “مسنقو استجابة سوريا” وثقا مقتل مدنيين بينهم أطفال في القصف الذي يطال الأحياء السكنية والتجمعات في المنطقة.
وتعتبر سياسة تعاطي تركيا مع الأحداث في إدلب ضبابية، في حين يبدي مسؤولوها مخاوف من حركة نزوح كبيرة تجاه الأراضي التركية.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم، إن هناك “نحو 250 ألف شخص يتجهون نحو حدودنا، وتركيا تحاول منعهم ببعض الإجراءات اللازمة”، معتبرًا ذلك “ليس بالأمر السهل. إنه أمر صعب.. فهم بشر أيضًا”.
–