افتتحت جمعية الرعاية الاجتماعية قبل نحو عامين عدة مراكز لإيواء اللاجئين في مدينة حماة، وتحولت العديد من المدارس إلى مراكز إيواء، مستقبلةً مئات النازحين من أرياف إدلب وحلب، إلّا أن أحد هذه المراكز تحول مؤخرًا إلى سوق لبيع المسروقات التي يستحوذ عليها “الشبيحة”، بحسب أهالي المدينة.
“أدوات كهربائية، مفروشات، عدد وخردوات… “، كل هذه التجهيزات المنزلية تجدها بنصف سعرها الحقيقي على باب مركز إيواء للنازحين في منطقة السكن الشبابي في حي طريق حلب.
يقول أبو أحمد، وهو من سكان الحي، “هؤلاء النازحون من مناطق مختلفة معظمهم من ريف إدلب، لكنهم من الموالين لنظام الأسد ولديهم أقرباء من الشبيحة، الذين يوردون لهم المسروقات بعد عمليات التعفيش المستمرة”.
لم تكن هذه الظاهرة موجودة في حماة قبل عامين، ولم تكن الميليشيات المتنوعة قد برزت كما هي عليه اليوم، ويتابع أبو أحمد في حديث إلى عنب بلدي “كل بضعة أيام يقوم شبيح بإدخال البضائع المختلفة إلى المدرسة؛ إنه قريب أحدهم”، ويضيف “خوفًا من الشكوى أو غضب الأفرع الأمنية استأجر هؤلاء النازحون كراجًا بجانب المدرسة لإخفاء البضائع فيه”.
ويعتبر محمود، طالب جامعة من سكان الحي، أن “الأمر أصبح مشابهًا لسوق الحرامية في دمشق، أو سوق السنة في الساحل أو حمص”، مردفًا “ترى البضائع جيدة ومقبولة وبنصف سعرها أو أقل”، ومنوهًا إلى أن “معظم من نزح إلى حماة مؤخرًا هم من الموالين للأسد”.
وتغصّ مدينة حماة بالنازحين إليها من حمص وإدلب وحلب والرقة، وتقدر هيئات إغاثية أعداد النازحين بأكثر من مليون شخص، في حين هاجر معظم شباب المدينة خارجها خوفًا من الاعتقال أو التجنيد في صفوف قوات الأسد.