ما لا بد أن تفعله كسوري في تركيا

tag icon ع ع ع

ملاذ الزعبي

عزيزي السوري اللاجئ في مخيم كلس، أو الناشط في غازي عنتاب، أو الهارب منها إلى مرسين، أو صاحب محل الموبايلات في الريحانية، أو السائق في هاتاي، أو السياسي في اسطنبول، أو عامل البناء في أنطاليا، أو النادل في أضنة، أو المشرد في طرابزون، أو المستثمر في كبادوكيا.

عبّر عن رأيك وناقش الأتراك، وغير الأتراك، بالسياسة والانتخابات وحزب الشعب الجمهوري وحزب العدالة والتنمية ورجب طيب أردوغان وتانسو تشيلر ومعراج أورال ومصير عبد الله أوجلان وضريح مصطفى كمال أتاتورك وحركة «تركيا الفتاة» والعسكر والجنس والحب والدين وحقوق المثليين ووضع الليرة التركية.

قل ما يخطر على بالك في مسعود يلماظ وبولنت أجاويد وفتح الله غولن وسيبل كان ونجم الدين أربكان وذكرى مجازر الأرمن وحقوق الأكراد وشبكة أرغينيكون ووضع العلويين الأتراك والإرث العثماني وجدوى المطار الجديد وأفضلية اسطنبول على أنقرة، وإذا كان صديقك التركي يشجع غلطة سراي فأخبره أنك تشجع فناربخشة وبشكتاش والفتوة الديري.

قل لجارك التركي إنك تفضل وليد معماري على أورهان باموق وفؤاد حميرة على يشار كمال رغم أنك لم تقرأ شيئًا لأي من هؤلاء، أخبره أنك تعتز بباب الحارة أكثر من حريم السلطان، وبمراد علمدار أكثر من العكيد أبو شهاب، أخبره أنك تحب مهند ونور أكثر من سلاف فواخرجي ووائل رمضان، وأن نوري بيج سيلان وسميح كابلانغلو معًا ليسا أكثر أهمية من جود سعيد. ألق عليه قصيدة لناظم حكمت، ثم اكشف له أن صانعي «بقعة ضوء» سرقوا كل قصص عزيز نيسن.

جادل صديقك التركي في الوضع القانوني للواء اسكندرون، وفي جدارة وليد المعلم أمام أحمد داود أوغلو، حدثه مطولًا عن عبد الرحمن الكواكبي ورحيله من سوريا إلى مصر هربًا من استبداد السلطان عبد الحميد، ذكّره بمسلسل أخوة التراب وبأيمن زيدان الذي قاوم جمال باشا السفاح. قارن له بين افتتاحيات صحيفة تشرين ومقالات جريدة حريات. وإذا كنت جائعًا وعاطلًا عن العمل، قل له أنا طول عمري نوري وسأشحذ خبزي قبالة قصر توبكابي وأنام على رصيف قبالة الغراند بازار مسيئًا لنقاط الجذب التركية في نظر السيّاح.

وإذا سألك تركي أو سوري: شو دخلك؟ قل له دخلني ونصف وأنا إنسان حر يحق لي التعبير عن رأيي، مسؤول عن نفسي وأمثل ذاتي وإرادتي. وبعد أن تنتهي من كل هذا، خذ نفسًا عميقًا، ثم اشتم بملء فمك وبأعلى صوتك وباللغات العربية والتركية والكردية قيم الطبقة الوسطى السورية حتى لو كنت أنت نفسك تنتمي لها.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة