كيف تشتري أرضًا في مخيّم أطمة؟
“ليس عليك إن وصلت مخيم “أطمة” للنازحين السوريين على الحدود التركية، إلا السؤال عن أبو جاسم، تاجر الأراضي في المخيم، لتتفق معه على شراء قطعة الأرض التي ترغب بها، إن كانت جانب الشريط الحدودي أو أبعد قليلًا، وحبذا لو كان معك وسيطٌ يزكيك عنده”.
ينقل أحد ناشطي ريف حماة العبارة في حديثٍ إلى عنب بلدي، مبديًا استنكاره عما آلت إليه الأمور في المخيم الذي يحوي آلاف اللاجئين الفارين من دمار الحرب، سواء كانوا من إدلب أو حماة.
يقول الناشط (رافضًا كشف اسمه): “يستولي بعض المتسلقين على قطعة أرض ويضعون أياديهم عليها، ثم يتاجرون بها ويبيعونا للنازحين الجدد”، ويضيف “الحجة أنهم سكنوا المخيم منذ أعوام… كل هذا يحدث علنًا دون محاسبة والطامة الكبرى أن النازح يبيع للنازح”.
عنب بلدي تواصلت مع العم أبو فاروق الذي اشترى أرضًا مساحتها 200 متر، من المدعو أبو جاسم بمبلغ 65 ألف ليرة سورية وذلك قبل 15 يومًا، أي غداة نزوح أبو فاروق وعائلته من جبل الزاوية بسبب اشتداد قصف الأسد.
يقول أبو فاروق “نزحت مع عائلتي المكونة من 20 فردًا إلى أطمة ولم نجد مكانًا يأوينا، فأخبرنا شباب من قريتنا عن أبي جاسم، وهو رجل من جبل شحشبو في ريف إدلب الجنوبي الغربي، يمتلك أراضٍ في أطمة ويبيعها للنازحين الجدد”.
ذهب أبو فاروق مع أبو جاسم لمعاينة الأرض، وبعد “وساطات” استطاع شراءها، ليبني دارًا متواضعة ويستقر فيها مع عائلته، ويعقب أبو فاروق “بعد أيام باع أبو جاسم قطعة أرض بجواري لأبناء شقيقي بنفس السعر، ولايزال يبيع الأراضي حتى الآن”.
حاول أبو فاروق تقديم شكوى للهيئة الإسلامية الموجودة في أطمة، من أجل التحقيق في الأمر ووضع حدٍ للتجاوزات، إلا أن الجواب كان “في شي أهم”، وفق ما ينقله لنا.
ويؤكّد أحد أهالي القرية على سؤالٍ حول ملكية أراضي مخيم أطمة أو الأحراج المحاذية للشريط الحدودي مع تركيا، أنها بمعظمها “أملاك دولة” ولا ملكية شخصية لأحد النازحين فيها.
يقع مخيم أطمة في ريف إدلب الشمالي على الحدود السورية التركية، ويبلغ عدد النازحين فيه نحو 25 ألف نسمة، معظمهم من محافظتي إدلب وحماة، وسط أوضاع إنسانية وخدمية سيئة، وغياب الرقابة من قبل الحكومة المؤقتة أو المجلس المحلي بشكل شبه كامل.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :