أصدقاء اليتيم في دوما

  • 2015/06/07
  • 4:50 م

3000 طفل، و1250 أسرة، و980 أرملة

سنا سلام – دوما

عكفت الجمعية الخيرية لإغاثة المحتاجين في دوما على رعاية الأيتام منذ نشأتها 1960؛ وبلورت مفهومًا جديدًا لكفالة الأيتام، فأنشأت عام 2006 مكتب «أصدقاء اليتيم»، وضم حينها قرابة 150 يتيمًا، ثم توسع عمل المكتب تدريجيًا إلى أن بلغ عدد الأيتام فيه 1213 بحلول عام 2014.

يقسّم المكتب الأيتام إلى أربع فئات عمرية، البراعم والصغار واليافعين والشباب؛ ويقدم الكفالة الشاملة لهم، ويحفظ حقوقهم المادية والمعنوية، ويهدف إلى المساهمة في تنمية أسرة اليتيم ثقافيًا واجتماعيًا، ورفع مستواه التربوي والاجتماعي والتعليمي والارتقاء به نحو الأفضل من خلال العمل على تغيير المفاهيم الخاطئة في رعايته.

أبو أيمن، مدير العلاقات العامة لمكتب أصدقاء اليتيم، قال لعنب بلدي إن 25 متطوعًا ومتطوعة يقومون على إدارة المكتب، «جميعهم مجازون جامعيون في مجالات متعددة»، ويقدمون خلال دوام لا يقل عن 6 ساعات يوميًا خدمات «لليتيم وأسرته»، مضيفًا «تشمل كفالة الأيتام مجالات عديدة كالتعليم والتوجيه والتنمية والترفيه، ويقدم المكتب خدماته لـ 3041 يتيمًا ويتيمة، و1250 أسرة، و980 أرملة».

تُسجل الأسر وتُقبل بعد دراسة الطلب المقدم من قبل مندوب الحي، ما يعطي توصيفًا دقيقًا لحال الأسرة، ليؤمن قسم شؤون الأسر في المكتب بعدها الحاجات الأساسية لها، ويتابع الطلبات الدائمة والطارئة. كما تعمل لجنة الأمهات فيه على محو أمية الأرامل والعناية بهن وإلحاقهن بدورات توعوية لمساعدتهن على تخطي صعوبات الحياة، ما ينعكس إيجابًا على خدمة اليتيم، بحسب «أبو أيمن».

«أريد بوطًا للعيد»

عنب بلدي التقت بعض المستفيدين من خدمات المكتب في مدينة دوما. الطفل عمران، بدا سعيدًا بالخدمات التعليمية التي يوفرها المكتب له والنشاطات التي يقيمها للأطفال، «المدرسات لطيفات معي وأحب حضور الحفلات والمسابقات»، لكن ذلك لم يمنعه من إبداء رغبته في الحصول على حذاء جديد للعيد.

سحر، هي أرملة وأم لثلاثة أطفال، تشير إلى أن المكتب قدم لها بعض الدعم «صحيح أنه لا يكفي لشهر كامل بسبب الغلاء ولكني أشكرهم».

وتقول رائدة، وهي أم لأربعة أطفال، إن طباع أطفالها تغيرت إلى الأحسن بفضل الدعم النفسي الذي يقدمه المكتب، «الحياة ليست بمجملها مال، والمهم هو الكلمة الطيبة»، مضيفةً «لا نريد من الحكومة رفاهيات وإنما نطالب بتأمين الطحين وأرجو أن يقيم المكتب دورات تدريب للخياطة والأعمال البسيطة للإناث فهي مهنة تكفينا».

لكن أم كاسم، وهي زوجة شهيد، لم تحظ بفرصة تسجيل أبنائها في المكتب إلى جانب أولاد أخيها المتوفى، «جئت لأسجل أطفالي في هذا المكان لأنه استطاع أن يكفل أولاد أخي المتوفى وزوجته ولكن التسجيل انتهى للأسف حاليًا، لأن المكان لا يستطيع استيعاب جميع أطفال المنطقة».

تمكين المكتب أولًا

يعمل مشروع أصدقاء اليتيم بشكل مستقل دون دعم، بحسب «أبو أيمن»، الذي أشار إلى أن المجلس المحلي لمدينة دوما هو أحد أهم الجهات القائمة على خدمة المدنيين، «وكوننا نؤمن أن المجتمع لن ينهض إلا بتكاتف أبنائه ومؤسساته فإننا نسعى للتكامل معه وتقديم الاستشارات في المجالات المجتمعية والدراسات التي تساعد ببناء قرار ينعكس إيجابًا على المدنيين»، مردفًا «شاركت الجمعية الخيرية بالإشراف على انتخابات المجلس المحلي لعامي 2014 و2015».

وحول الخطط المستقبلية لتطوير أعمال المكتب يقول أبو أيمن إن الأولوية هي تمكين المكتب في المجالات العامل فيها وتطوير أدواته، «أما على المدى البعيد فنسعى إلى التواصل مع الجهات والهيئات العاملة في مجال رعاية الأيتام ونقل تجربة وخبرة مكتب أصدقاء اليتيم».

وأضاف «إن المأساة التي يمر بها الشعب السوري وما خلفته الحرب لأعداد كبيرة من الأيتام يحتم علينا العمل لإنشاء هيئة ترعى شؤون الأيتام على امتداد الأراضي السورية، لذلك نعمل على تأسيس وترسيخ مفهوم الرعاية المتكاملة لليتيم ووضع رؤىً تختصر الوقت والجهد لمعالجة هذا الملف في الأيام المقبلة».

هبة، إحدى متطوعات المكتب، قالت لعنب بلدي «نحن نطمح أن نستوعب أعدادًا أكبر من الأيتام، لعدم قدرتنا على تأمين مواصلات لجلب الأطفال من بيوتهم البعيدة في ظل الظروف الراهنة»، مردفةً «نأمل من الحكومة المؤقتة وضع صندوق مشترك وجهات معتمدة بشكل رسمي للتنسيق بين القطاعات المختلفة لأن ذلك يعود بالفائدة على الأيتام»، وختمت «كلمة حلوة أفضل من ألف ليرة سورية».

يعتبر مكتب أصدقاء اليتيم أحد أهم مشاريع الجمعية الخيرية لإغاثة المحتاجين في دوما، وصديقًا مخلصًا للأيتام، وتجربة رائدة جعلت منه محط الأنظار بعد أن أسس مفهومًا علميًا جديدًا لرعاية الأيتام وكفالتهم.

مقالات متعلقة

فعاليات ونشاطات

المزيد من فعاليات ونشاطات