السوريون والانتخابات التركية.. “ما لنا غيرك يا الله”
خيبة أمل أصابت عديدًا من السوريين في تركيا مساء أمس تلو صدور نتائج الانتخابات البرلمانية التركية، لم تكن الأغلبية فيها من نصيب حزب العدالة والتنمية، الأب الروحي لهؤلاء؛ فالمقاعد التي تمكن “حزب أردوغان” من الحصول عليها لا تخوله تشكيل حكومة بمفرده عدا عن تعديل الدستور.
وتأتي الخيبة بعد سباق انتخابي “شرس” خاضته الأحزاب الأربعة الرئيسية للاستحواذ على مقاعد أكبر في البرلمان، سجلت خلاله القضية السورية حضورها بقوة؛ إذ اُستغلت ورقة اللاجئين وإرسال الحكومة السابقة شاحنات السلاح إلى سوريا سياسيًا للضغط على حزب العدالة والتنمية.
تجاوُز حزب الشعوب الديمقراطي لعتبة الـ 10% من الأصوات وضعه تحت قبة البرلمان، إلا أنه بدد آمال مؤيدي العدالة والتنمية بأن يحصل الحزب على 50+1 من المقاعد، أي ما يخوله تشكيل حكومة بمفرده.
كذلك حضر الشأن السوري بشكل واسع في التفاعل مع نتائج الانتخابات التركية، فالصحافي السعودي جمال خاشقجي غرّد معلقًا “نتائج الانتخابات التركية صادمة للسوريين.. قد قالوها من قبل مالنا غيرك يا الله”. أما الناشط أحمد الجدع من غزة فاعتبر أن “حزب العدالة والتنمية يدفع ثمن وقوفه إلى جانب الشعوب العربية في وجه الطواغيت والظلم”.
تفاعل السوريين أنفسهم تفاوت، فمنهم عبد الهادي، طالب جامعي يقيم في اسطنبول، رأى أنه “قُدّر للسوريين، أصحاب لعنة معاصرة عقود الأسد، أن يعيشوا اليوم أول خسارة سياسية لهم في بلدٍ ليست ببلدهم وبانتخابات لم تطلها أيديهم!”.
فيما اعتبرها أحمد لكود، مدير مشاريع في مؤسسة إغاثية تنشط في تركيا، تجربة “إيجابية” كونها أكسبت السوريين خبرة سياسية، بعيدًا عن التعاطف، وولدت “حالة وعي غير مسبوقة لديهم” إذ أطلعتهم على آلية الانتخابات البرلمانية، والتصويت، والتعددية الحزبية، وأهمية التحالفات وآثارها على شكل الدولة والحكومة.
لكنه اعتبر حالة التعاطف مع العدالة والتنمية “غير مبررة”، وستؤثر سلبًا على هذا الوعي المكتسب “ما سيتطلب منا حراكًا معينًا للحفاظ على هذا المكتسب بوجهه الإيجابي”.
وفي تعليق للناشطة التركية المتضامنة مع اللاجئين السوريين شناي اوزدن قالت “نتضامن مع هؤلاء في كل من سوريا ومصر وفلسطين، وواجبنا إنشاء قنوات لدعمهم؛ إنهم يتعرضون للظلم ويقاومون من أجل الحرية… مطلبنا شرق أوسط بلا طغاة، بدون حكام مستبدين، مطلبنا هو الحرية لجميع شعوب الشرق الأوسط”.
ويعيش في تركيا قرابة 1.6 مليون لاجئ سوريا، يتوزع أغلبهم في المخيمات الحدودية، بينما يعمل آخرون في أغلب المدن التركية.
قدمت حكومة العدالة والتنمية تسهيلات كبيرة لدخولهم على اعتبارهم “ضيوفًا”، وسط مواقفها المندّدة بنظام بشار الأسد وانتهاكاته، بينما تتهمها المعارضة بدعم “الإرهابيين” وراء الحدود.
وتنتظر الأوساط المتفاعلة مع الانتخابات البرلمانية أحد سيناريوهين محتملين؛ فبعد أن ضمن حزب العدالة والتنمية 258 مقعدًا فقط، سيكون الحل إما بحكومة ائتلافية بالاتفاق بين حزبين أو أكثر، أو إعادة الانتخابات بعد 45 يومًا بحال فشل التوصل إلى السيناريو الأول.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :