عنب بلدي – زينب مصري
مع تواصل عمليات نزوح الأهالي من مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي والشرقي إلى مناطق أقل خطورة في الشمال السوري وعلى الحدود السورية- التركية، بسبب التصعيد العسكري المكثف من الطيران الروسي والسوري على المنطقة في الأيام الأخيرة، أطلقت العديد من المنظمات المدنية إلى جانب المبادرات الأهلية والفردية حملات استجابة عاجلة لإغاثة أهالي مدينة معرة النعمان وريفها، وتأمين المستلزمات الأساسية لهم لتعينهم على تحمل وطأة النزوح.
أعلنت مجموعة من المنظمات والمؤسسات المدنية، وهي “الدفاع المدني السوري” و”فريق ملهم التطوعي” و”الأمين للمساندة الإنسانية” ومنظمة “بنفسج” وفريق “غطاء الرحمة التطوعي” ومنظمة “Nu Day Syria”، حالة الطوارئ في محافظة إدلب تحت اسم حملة “أهل العز”، في بيان مشترك، مشيرة إلى توحيد الجهود وتكافل الهمم لتحقيق أقصى وصول إلى النازحين وبأسرع وقت ممكن.
وشكلت المنظمات المشاركة في الحملة ستة فرق لتغطية أشمل للاحتياجات، وهي فريق الإيواء، وفريق النقل والإسعاف، وفريق السلل الغذائية، وفريق المواد غير الغذائية، وفريق المستودعات والإمداد، وفريق الإعلام، بحسب البيان الذي نشرته، في 22 من كانون الأول الحالي.
وتتوزع نشاطات الحملة بعدة مجالات منها توزيع السلل الإغاثية والوجبات الغذائية والخبز، بالإضافة إلى أغطية وسلل صحية وعوازل وملابس الأطفال.
وتشمل الحملة أيضًا تقديم الخدمات الطبية والمعاينات في العيادات المتنقلة، بالإضافة إلى عمليات إخلاء ونقل النازحين.
وفي حديث لعنب بلدي، قال عضو المكتب الإعلامي في مديرية “الدفاع المدني” بإدلب، فراس الخليفة، إن المنظمات والفرق المشاركة في الحملة تنسق العمل فيما بينها وتوزع المهام من خلال اجتماعات دورية أو يومية في بعض الأحيان يعقدها مندوبون عن الأقسام الإغاثية والإعلامية والعمليات فيها.
وأضاف فراس الخليفة أن “الدفاع المدني” قدم جميع إمكانياته من الآليات والمتطوعين لإخلاء المدنيين من المناطق التي تتعرض للقصف في مدينة معرة النعمان وريفها، كما تعمل فرق “الدفاع المدني” على تمهيد الطرق وفرش الأرضيات لإنشاء المخيمات وتجهيز مراكز للإيواء في ريف إدلب الشمالي الغربي.
التبرعات لا تغطي أكثر من 5%
وثق فريق “منسقو الاستجابة” نزوح أكثر من 48 ألف عائلة بمجموع 264 ألفًا و28 نسمة من أرياف حماة وإدلب وحماة بسبب استمرار الحملة العسكرية المكثفة، التي بدأتها قوات النظام مطلع تشرين الثاني الماضي، بحسب بيان الفريق الصادر في 28 من كانون الأول الحالي.
وقال مدير فريق “ملهم التطوعي”، عاطف نعنوع، لعنب بلدي، إن دور الفريق الرئيسي يتمثل بجمع التبرعات من خلال الموقع الإلكتروني والبنوك المتاحة حول العالم، مشيرًا إلى أن مقدار التبرعات التي جمعت إلى الآن لا تغطي حتى 5% من احتياجات النازحين الذين تجاوزت أعدادهم الـ264 ألفًا.
وأضاف نعنوع أن النازحين بحاجة إلى المأوى والغذاء والطبابة والأدوية، واصفًا الوضع الإنساني الحالي في إدلب بالـ”الكارثة التي تكاد أن تكون الأكبر” حتى الآن.
وأسهمت منظمة “الأمين” في حملة “أهل العز” بتقديم ألفي سلة غذائية وأربعة آلاف غطاء وألفي سلة صحية بالإضافة إلى ألبسة أطفال والعديد من المستلزمات والأمور الأخرى، بحسب ما قاله منسق الحملة في منظمة “الأمين” عبد السلام الأمين، لعنب بلدي.
وقدمت المنظمة في إطار الحملة أيضًا ثلاث عيادات طبية متنقلة لمراكز الإيواء الجماعي في مدينة إدلب، بالإضافة إلى الزيارات الدورية إلى بعض المخيمات العشوائية في مدينة معرة مصرين ومناطق الشمال السوري.
وأشار الأمين إلى أن فريق حماية الطفل في المنظمة يزور مع فرق الحماية التابعة للمنظمات المشاركة بالحملة مراكز الإيواء الجماعية للقيام بالأنشطة وتقديم الدعم النفسي للأطفال لتخفيف الصدمة التي يعانون منها جراء القصف والنزوح.
واستفادت من حملة “أهل العز” إلى الآن ثلاثة آلاف و400 عائلة، تم تأمين احتياجاتهم الأساسية من مواد غذائية ومدافئ ومواد صحية وعوازل بالإضافة إلى خدمات الدعم النفسي.