اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يدين بشدة انتهاكات حقوق الإنسان ضد أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار.
وصوتت الجمعية العامة، السبت 28 من كانون الأول، لصالح قرار يدين بشدة الانتهاكات بحق مسلمي الروهينغا والأقليات الأخرى في ميانمار، بما في ذلك عمليات التعذيب والاعتقالات التعسفية والاغتصاب والموت أثناء الاعتقال.
وأيّد القرار 134 عضوًا في الجمعية العامة المؤلفة من 193 عضوًا، بينما عارضه تسعة أعضاء، وامتنع 28 عضوًا عن التصويت.
ويدعو القرار حكومة ميانمار إلى اتخاذ تدابير عاجلة لمكافحة التحريض على الكراهية ضد مسلمي الروهينغا والأقليات الأخرى في ولايات “راخين” و”كاشين” و”شان”.
من جانبه اعتبر سفير ميانمار في الأمم المتحدة، هاو دو سوان، أن قرار الجمعية العامة لم يحاول إيجاد حل للوضع المعقد في ولاية “راخين”، وأنه سيخلق المزيد من الاستقطاب لمختلف المجتمعات في المنطقة.
ووصف سوان القرار بأنه “مثال كلاسيكي آخر على المعايير المزدوجة والتطبيق الانتقائي والتمييزي لمعايير حقوق الإنسان المصممة لممارسة ضغط سياسي غير مرغوب فيه على ميانمار”، بحسب تعبيره.
وتعتبر قرارات الجمعية العامة غير ملزمة قانونًا لكنها تعكس الرأي العام العالمي.
وكانت أزمة الروهينغا انفجرت في شهر آب من عام 2017، عندما شن جيش ميانمار ما أسماه “حملة تطهير” في ولاية “راخين”، ردًا على هجوم شنته جماعة مسلحة.
وأسفرت تلك الحملة عن مقتل آلاف الروهينغا وحرق منازلهم إضافة لعمليات اغتصاب جماعي، بحسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلًا عن لجوء نحو 826 ألفًا إلى الجارة بنغلادش، وفق الأمم المتحدة.
وكانت زعيمة ميانمار، أونغ سان سو تشي، أنكرت خلال جلسة استماع أمام محكمة العدل الدولية، في 11 من كانون الأول الحالي، ارتكاب القوات المسلحة البورمية جرائم إبادة جماعية بحق أقلية الروهينغا المسلمة.
وبدأت محكمة العدل الدولية جلسات الاستماع، بعد أن رفعت غامبيا بتكليف من الـ57 دولة الأعضاء في “منظمة التعاون الإسلامي” شكوى ضد البلد الآسيوي، لانتهاكه الاتفاقيات الدولية التي تمنع جرائم الإبادة الجماعية.
ووصفت سو تشي لجوء مئات آلاف المسلمين إلى بنغلادش، بـ”النتيجة المؤسفة” لمعركة مع “الثوار”، وهي تنفي تهم قتل المدنيين والاعتداء على النساء وإحراق المنازل على يد الجيش البورمي والجماعات المسلحة البوذية في ولاية “راخين” الشمالية عام 2017، التي صنفها محققو الأمم المتحدة بـ”الإبادة”.
وقالت الزعيمة البورمية، في أثناء دفاعها عن القوات المسلحة، التي كانت قد واجهت على يدها السجن في بيتها مدة 15 عامًا خلال نضالها المطالب بالإصلاح والذي وصلت عبره للشهرة العالمية، وحصلت بسببه على جائزة “نوبل” للسلام عام 1991، إن غامبيا “قدمت صورة خيالية ناقصة ومضللة”، حول ما حصل في آب من عام 2017 في بلادها.
وتعتبر ميانمار ذات الغالبية البوذية أن الروهينغا هم “بنغاليون” على الرغم من أن أسرهم عاشت في البلاد لأجيال عدة.
ويُحرم الروهينغا من الكثير من حقوقهم الأساسية، فهم محرومون من الجنسية منذ عام 1982، إلى جانب حرمانهم من حرية التنقل وغيرها.