د. أكرم خولاني
تعد مشكلة استسقاء الكلى من أكثر المشاكل المرضية التي يتم تشخيصها عند الأجنة في أثناء فترة الحمل، وهي أشيَع سبب للكتل الكلوية عند الرضع، حيث تصل نسبتها إلى 1 من كل 100 من المواليد الأحياء، و لذلك لا بد من التركيز على هذه المشكلة المرضية، لما قد تحمله من آثار سلبية على صحة الطفل من جهة، وعلى أهله من النواحي النفسية أو المادية أو غيرها من الجوانب الحياتية من جهة أخرى.
ما المقصود باستسقاء الكلى عند الجنين
يقصد به تضخم الكلية نتيجة تجمع البول فيها مؤديًا لتوسعها وظهورها بحجم أكبر من الطبيعي، ويقسم الاستسقاء الكلوي إلى خمس درجات، تشير الدرجة صفر إلى عدم وجود أي استسقاء، بينما تشير الدرجة الرابعة إلى الحالة الشديدة، وقد يؤثر الاستسقاء الكلوي على وظيفة الكلى خاصة عندما يكون ثنائي الجانب، ولكن لا بد من التنويه إلى أن معظم مشاكل الكلى تكون على جهة واحدة.
ما أسباب الإصابة باستسقاء الكلى عند الجنين
يحدث استسقاء الكلية نتيجة وجود انسداد أو عائق أو تشوه على طول مجرى نزول البول من الكلية حتى فتحة البول الخارجية، وأهم الأسباب:
- تضيق الوصل الحويضي الحالبي، وهو أشيَع الأسباب.
- تضيق الوصل الحالبي المثاني.
- الجذر المثاني الحالبي.
- تضيق الإحليل.
- داء الكلية متعددة الكيسات.
- المثانة العصبية.
كيف يُشخّص استسقاء الكلى لدى الجنين
يُشخّص الاستسقاء الكلوي عند الجنين قبل الولادة من خلال التصوير الإيكوغرافي الروتيني للحامل والجنين، ويزداد قياس حوض الكلية عند الجنين اتساعًا بالتدريج بزيادة عمر الحمل، فبينما يكون الرقم الطبيعي تحت حدود 4 ملم في الثلث الأول من الحمل، يرتفع ليتجاوز بقليل 5 ملم في نهاية الثلث الثاني من الحمل، ويصل لحدود 6 ملم في الثلث الثالث من الحمل، ورغم اختلاف قياسات هذا التوسع مع اختلاف عمر الجنين فإن معظم الأطباء اتفقوا على أن توسع حوض الكلية >8ملم على عمر 28 أسبوعًا من الحمل أو >10 ملم على عمر الأسبوع الأول من الحياة هو أمر غير طبيعي وبحاجة للمتابعة.
وفي بعض الحالات قد لا يُشخّص استسقاء كلى الجنين قبل الولادة، لكن عند ولادة الطفل قد يلاحظ اختصاصي الأطفال التورم والتضخم في منطقة الكليتين، وهي المنطقة الموجودة أسفل زاوية الأضلع في الظهر، وفي كثير من الحالات لا يظهر الفحص البدني الإصابة باستسقاء الكلية الجنيني وتكون نتيجة الفحص طبيعية، لكن تظهر أعراض استسقاء الكلى لدى الطفل بعد الولادة، وقد تشمل تورم منطقة الكلى، وانخفاض تدفق البول بعد الولادة، وعدوى المسالك البولية، وعندها يتم اللجوء إلى بعض الاستقصاءات مثل: تصوير بالأمواج فوق الصوتية، تصوير المثانة والحالب الظليل بالطريق الراجع في أثناء التبويل VCUG، تصوير الجهاز البولي الظليل عبر الوريد، تصوير الكلى الومضاني.
ما طرق علاج الاستسقاء الكلوي عند الجنين
في حال الكشف عن إصابة الجنين باستسقاء الكلية ينبغي على الأم مراجعة طبيب المسالك البولية للأطفال بين الأسبوعين 20-30 من الحمل لمراقبة حالة الجنين، ولأن التداخلات الطبية للجنين في أثناء الحمل محدودة و لها مضاعفات كثيرة، لا يُلجأ إليها إلا عند الضرورة القصوى، كأن تكون حياة الجنين مهددة بسبب استسقاء الكلى، وعادة ما ينصح بتوليد الحامل عند التأكد من بلوغ عمر نضج الرئة، أي في الأسبوع الرابع والثلاثين، ثم يتم إجراء الكشف السريع على الوليد بتصوير الإيكو، وفي حال وجود تضيقات مهمة ينصح بوضع قسطرة بولية لتفريغ البول، وتخفيف الضغط عن الكليتين ريثما يتم حل المشكلة الأصلية.
ومن المُمكن أن تختفي الحالة قبل الولادة أو في الأشهر القليلة الأولى بعد الولادة، فلا تستلزم الكثير من حالات الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة إلى علاج، لكن لا بد من إعطاء الطفل مضادًا حيويًا مناسبًا لعمره و صحته بجرعة وقائية فقط تستمر حتى يتم التشخيص النهائي لحالة الطفل أو يتم علاج المشكلة أو تنتهي بتاتًا، أما في الدرجة الرابعة فقد يتم إجراء عملية جراحية لتصحيح الخلل، الأمر الذي غالبًا ما يكون كافيًا لحل المشكلة.