جرجناز.. بلدة العسل والثورة بيد النظام

  • 2019/12/25
  • 5:09 م

مدينة جرجناز- 28 من تموز 2018 (فيس بوك- شبكة جرجناز الإخبارية)

“ساقط ساقط يا بشار” أغنية حفرت أنغامها في ذاكرة الثوار السوريين منذ انطلاقة الاحتجاجات الشعبية في سوريا، كما ربطت الأغنية التي ألّفها “قاشوش جرجناز” رائد الحامض، كل ذاكرة السوريين ببلدته.

البلدة الثائرة، التي تركت بصمتها في الثورة، باتت تحت سيطرة قوات النظام السوري، منذ الاثنين الماضي، للمرة الأولى منذ عام 2012 حين دخلتها قوات النظام لمدة ثلاثة أيام.

اشتهرت جرجناز قبل عام 2011 بما تنتجه من عسل، لكنها باتت بعد هذا التاريخ حاضنة للأعمال الثورية المناهضة للنظام، وانضمت إلى قائمة المدن والبلدات السورية، ذات الخسارات الكبيرة.

تعرض أهالي البلدة منذ أيام الثورة الأولى للاعتقال إثر مداهمات أمنية وتوقيف على حواجز قوات النظام، وتطور الأمر لاحقًا إلى قصف طال البلدة في العام 2012، وسقط على إثره ضحايا مدنيون، لتعيش البلدة حتى سقوطها بيد النظام، أيامًا متتابعة من القصف.

في تشرين الأول 2014، احتضنت البلدة مبادرة “واعتصموا” التي نصت على “ميثاق مجلس قيادة الثورة السورية” الذي أكد حينها على إسقاط نظام الأسد وبناء الدولة بعملية تشاركية بين أبناء الشعب، مشددًا على استقلالية القرار السوري.

كما شارك أبناء البلدة في المعارك ضد قوات النظام منذ تشكيلات المعارضة المسلحة الأولى، وسقط قتلى من أهالي البلدة نتيجة المعارك ضد قوات النظام السوري، في مختلف الأراضي السورية.

آثار القصف على بلدة جرجناز جنوب شرقي إدلب- 7 من شباط 2019 (عنب بلدي)

الموقع والتاريخ

تتبع جرجناز لريف معرة النعمان الشرقي، وتبعد عن المعرة عشرة كيلومترات، وبلغ عدد سكانها نحو 16 ألف شخص وفق إحصاء عام 2011، لكنها شهدت موجات نزوح كبيرة مؤخرًا، إثر تقدم قوات النظام.

صُنفت جرجناز الأولى في سوريا بتربية النحل وإنتاج العسل، كما يعمل أهلها في البناء والزراعة وتربية المواشي، وتعد من المناطق الغنية بأشجار الزيتون والتين والعنب والفستق الحلبي، وانتشرت فيها زراعة الأشجار المثمرة كالدراق، قبل العام 2011.

كما زاد إقبال الأهالي على التعليم وارتفع عدد حاملي الشهادات الجامعية والدراسات العليا، وتضرر ذلك القطاع إلى حد كبير في البلدة بعد العام 2011.

ويعود تاريخ البلدة إلى آلاف السنين، وقد ذكر أبو العلاء المعري جرجناز في كتاب “رسالة الصاهل والشاحج”، الذي ألفه عام 1020 للميلاد، تلك البلدة لم تخلُ من السكان على مرّ التاريخ.

واشتهرت جرجناز بعدة مواقع أثرية أهمها “تل تلون” الأثري والقصر المجاور له، و”تل معران”، ويقع إلى الجنوب منها، كما تحوي عددًا من المقابر الحثية واليونانية والرومانية البيزنطية.

وكان يوجد فيها قصر قديم يعرف بقبو الصدفة، والمصطاطية، وهو بناء أثري وسقفه من الحجارة المرتكزة على قنطرة قديمة جدًا، وقصر البنات إلى الجنوب من موقع كفر العليل، الذي يحتوي بقايا أسوار قديمة لقلاع، وكنائس ومعابد قديمة اندثرت إبان الحروب الصليبية، وما تلاها من حملات التخريب لاستعمال الحجارة القديمة في بناء الأبنية الحديثة.

مقالات متعلقة

  1. جرائمٌ وتجاوزاتٌ في جرجناز تدعو أبناءها لتشكيل "مجلس شورى"
  2. "تربية إدلب" تمدد تعليق دوام المدارس في جرجناز بسبب القصف
  3. ضحايا بقصف للنظام استهدف مدرسة في جرجناز بريف إدلب
  4. نزوح 70 % من أهالي جرجناز بريف إدلب جراء القصف

سوريا

المزيد من سوريا