صعّدت قوات النظام السوري، بدعم من سلاح الجو الروسي، منذ نحو عشرة أيام، عمليات القصف على ريفي محافظة إدلب الشرقي والجنوبي، وتحديدًا مدينة معرة النعمان والقرى المحيطة بها، ما تسبب بوقوع عشرات الضحايا ونزوح آلاف المدنيين، وسط مطالبات من ناشطين ومنظمات محلية بوقف الحملة.
وتفاعل ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي مع المدنيين الذين يتعرضون للقصف في إدلب، حيث تُظهر الصور التي ينشرها “الدفاع المدني” من هناك، الحالة الإنسانية المتردية التي وصل لها السكان.
وتتمثل المبادرة بتغيير الصورة الشخصية للحساب الشخصي في موقع “فيس بوك”، واختيار صورة باللون الأزرق في دلالة على السماء.
وأرفق المشاركون في المبادرة عبارة “لا ضامن إلا الله”، في إشارة إلى أن أهالي إدلب يواجهون الموت بمفردهم في ظل صمت دولي، وتحديدًا من قبل تركيا، التي تمثل أحد أطراف اتفاق “خفض التصعيد” في سوريا، إلى جانب روسيا وإيران.
وبحسب فريق “منسقو الاستجابة”، بلغ عدد الضحايا المدنيين منذ بدء الحملة العسكرية مطلع تشرين الثاني الماضي حتى السبت الماضي، أكثر من 225 شخصًا بينهم 74 طفلًا وطفلة، كما بلغ عدد النازحين أكثر من 38 ألفًا و615 عائلة (203709 شخصًا).
وأكد مدير “منسقو الاستجابة”، محمد حلاج، لعنب بلدي، في 21 من كانون الأول الحالي، أن نحو 80 ألف نسمة نزحوا من منطقة معرة النعمان وريفها في الأيام الخمسة الماضية إلى ريف إدلب الشمالي، وتوزعوا في المخيمات والأراضي الزراعية، بالقرب من الحدود التركية.
وفي إطار التضامن مع ضحايا إدلب، أعلنت سلاف الماغوط، ابنة الشاعر السوري محمد الماغوط، تخليها عن وسام كان بشار الأسد قد قلّده لوالدها قبل وفاته.
وكتبت سلاف عبر حسابها في “فيس بوك”، في 20 من كانون الأول الحالي، “الوسام الذي أهداه بشار الأسد لوالدي لا أريده، لا أقبل كوريثه وسامًا من مجرم، ردًا على أحداث معرة النعمان”.
وكان مدير قطاع “الدفاع المدني” في إدلب، مصطفى حاج يوسف، وصف الوضع في معرة النعمان بـ”الكارثي”، ولفت إلى أن الأزمة أكبر من قدرة المنظمات المحلية على تحملها، مع صعوبة كبيرة في نزوح السكان ونقل أمتعتهم إلى أماكن أكثر أمنًا بسبب الفقر وغياب وسائل النقل.
وأضاف حاج يوسف، لعنب بلدي، “نوجه نداء استغاثة للمنظمات المحلية والدولية لتحمل الكارثة التي تعتبر الأكبر في المنطقة منذ أعوام”، مشيرًا إلى أن فرق “الدفاع المدني” استنفرت جميع طواقمها لاستيعاب الأزمة ونقل النازحين من المنطقة التي تتعرض لحملة تصعيد مستمرة من النظام وروسيا.
أين تركيا
تأتي حملة النظام وروسيا بعد نحو أسبوع من ختام الجولة الـ14 من محادثات “أستانة” في العاصمة الكازاخية، بحضور الدول الضامنة لسوريا (روسيا، تركيا، إيران).
وشهدت محافظة إدلب مظاهرات غاضبة لمئات المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا، في 20 من كانون الأول الحالي، وهو ما قوبل بقمع من فصائل المنطقة، وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام”.
في المقابل، تجاهلت تركيا ما يجري في إدلب، باستثناء ما صرح به الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 19 من كانون الأول الحالي، بأن 50 ألف شخص في طريقهم إلى تركيا قادمين من إدلب.
واعتبر المتحدث الإعلامي لوفد فصائل المعارضة السورية إلى محادثات “أستانة”، أيمن العاسمي، في حديث سابق لعنب بلدي، أن تركيا تدعم موقف المعارضة السورية، إلى جانب انتشارها العسكري عبر نقاط المراقبة المنتشرة في إدلب وريف حلب ضمن اتفاقية “سوتشي” الموقعة في أيلول 2018 مع روسيا.
وعلى الأرض، عززت القوات التركية نقاطها العسكرية، إذ دخل رتل عسكري تركي من “باب الهوى”، في 21 من كانون الأول الحالي، وقال مصدر من فصيل “فيلق الشام” لعنب بلدي، إن الرتل التركي يحمل مواد لوجستية لدعم وتعزيز نقاط المراقبة الموجودة في مناطق العيس وتل طوكان والصرمان ومعرحطاط بريف إدلب الجنوبي.
–