حوار أسامة آغي
قضى الشعب السوري نحو تسع سنوات في حرب أوقعت مئات آلاف الضحايا، دون بلوغ هدفه بالحياة الكريمة الحرة، التي طالب بها منذ بداية الحراك السلمي عام 2011.
ذلك دفع مجموعة من السوريين الذين يصفون أنفسهم بـ “الوطنيين”، إلى إقامة “المؤتمر الوطني السوري المستقل“، بعيدًا عن تدخل أطراف خارجية وفرضها لأجنداتها على النزاع السوري، ما دفعهم للتفكير، في 17 من نيسان عام 2020، في ذكرى استقلال سوريا، لاستعادة “القرار الوطني”.
تحقيق “رغبة الشعب”
يؤمن السواد الأعظم من الشعب السوري بأن استقلالية القرار الوطني هي الخطوة الأهم لتحقيق أهدافه، حسبما قال الدكتور صلاح وانلي، مشيرًا إلى أن “المؤتمر الوطني يسير خلف أهداف الشعب ورغباته وليس أمامها”.
واجتمع من التفوا حول أهداف المؤتمر على استعادة القرار الوطني، واتفقوا على أن أولى الخطوات العملية لتحقيقه هي “الابتعاد عن المال السياسي”، الذي حوّل العديد ممن تصدروا المشهد في الثورة السورية إلى أدوات تنفّذ مصالح الآخرين وليس مصلحة الشعب السوري، حسب رأي وانلي.
وباعتقاد الطبيب المقيم في ألمانيا، فإن المصلحة الوطنية تتطلب الاحتكام إلى “لغة العقل”، ووقف العنف والنزاع، الذي راح السوريون ضحيته تحقيقًا لمصالح أطراف خارجية، هيمنت على سوريا ومزقتها إلى مناطق نفوذ خاصة بها.
الالتزام بقرارات الأمم المتحدة
يرتكز “المؤتمر الوطني” على البحث عن الحلول السياسية، وفقًا للقرار 2254، الذي أصدره مجلس الأمن عام 2015، والذي نص على وجود هيئة حكم انتقالي ووقف القتال، وإطلاق سراح المعتقلين، وصياغة دستور جديد للبلاد.
واعتبر الدكتور صلاح وانلي أن المسار السياسي الحالي، الذي “اختصر العملية السياسية” باللجنة الدستورية، بعد تعطيل مؤتمرات جنيف والاتجاه نحو أستانة وسوتشي، واتباع سياسة “المماطلة” والتسويف وشراء الوقت، لا يخدم بإيجاد الحلول.
مشيرًا إلى ما يعانيه سكان شمال غربي سوريا وهم “يموتون كل يوم ألف مرة”، بمواجهة الحملة العسكرية للنظام السوري والروسي، التي تقصفهم يوميًا وترميهم بالبراميل والمتفجرات، وتدفع مئات الآلاف منهم للنزوح وسط الغلاء ونقص المعونة.
ليس بديلًا عن المعارضة
لا يطرح القائمون على تحضير “المؤتمر الوطني” فكرة استبدال مؤسسات المعارضة، كما لا يدعون “تمثيل الشعب السوري”، ولكنهم، كما قال الدكتور صلاح وانلي، يسيرون خلف رأي الشارع، ومطالب الشعب.
وأضاف وانلي، متحدثًا باسم القائمين على المؤتمر “بوصلتنا في العمل هي المصلحة الوطنية، ومنها نستمد أيديولوجيتنا وآراءنا وأفكارنا. ونعتقد أن المؤتمر الوطني المزمع عقده في نيسان القادم سيشمل كل شرائح وموزاييك المجتمع السوري”، مشيرًا إلى أن المؤتمر سيضع برنامج عمله وأيديولوجيته من الحاجة الوطنية للتغيير.
لا للوصاية.. نعم للتعاون “الإنساني”
مع ما يحمله المؤتمر من رفض للتدخلات الخارجية، وللمال السياسي، إلا أنه لا يرفض التعاون مع بقية الشعوب “من أجل المصلحة الإنسانية المشتركة، حسب الدكتور صلاح وانلي، طالما لا يكون ذلك التعاون “على حساب مصلحة بلدنا سوريا ومصلحة شعبنا”.
وكان الدكتور وانلي رئيسًا لـ”التجمع الوطني الديمقراطي السوري”، الذي انطلق عام 2013 بمشاركة منظمات إغاثية وشبابية ومدنية وشخصيات معارضة، بغرض التعاون فيما بينها لتعزيز وسائل المقاومة المدنية في القضية السورية.