استهدف الطيران الحربي الروسي قافلة نازحين على الطريق الدولية في منطقة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، ما أسفر عن قطع الطريق باتجاه الشمال ومقتل وإصابة عدد من النازحين، في ظل حملة تصعيد واسعة تطال المنطقة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في إدلب، اليوم الأحد 22 من كانون الأول، أن الطيران الروسي استهداف سيارة مدنية وجرارًا زراعيًا محملًا بالنازحين عند دوار “الدلّة” على أوتوستراد مدينة معرة النعمان، ما أسفر عن مقتل اثنين من النازحين وإصابة آخرين واحتراق سيارة أخرى كحصيلة أولية.
وأضاف المراسل، نقلًا عن سكان محليين في معرة النعمان، أن هناك صعوبات في وصول فرق “الدفاع المدني” لإنقاذ المستهدفين في المنطقة وإحصاء الضحايا والمصابين بسبب الغارات المكثفة.
وقال مدير قطاع “الدفاع المدني” في إدلب، مصطفى حاج يوسف، إن الغارات الجوية الروسية استهدفت الأوتوستراد الدولي أثناء عبور قوافل النازحين، ما أدى لإصابة ثلاثة أشخاص وقطع الطريق باتجاه ريف إدلب الشمالي.
وأضاف حاج يوسف، في حديث لعنب بلدي، أن حركة العبور توقفت بالاتجاه الواصل إلى الشمال وهي وجهة النازحين، وانحصرت الحركة على الجهة الغربية للأوتوستراد، وسط تحليق مكثف وغارات متواصلة للطيران الحربي السوري والروسي.
وتتعرض مناطق ريف إدلب الجنوبي وخاصة مدينة معرة النعمان وريفها الشرقي لحملة عسكرية مكثفة من النظام وروسيا، منذ الأيام الماضية، وأدت لتفريغ المنطقة من معظم سكانها، إلى جانب الضحايا والمصابين والدمار الواسع في الأحياء السكنية والمرافق الحيوية.
وأشار حاج يوسف، اليوم، إلى أن الطيران الروسي يواصل غاراته على المنطقة، متبعًا سياسة الأرض المحروقة عبر تركيزه على قصف الأحياء السكنية والأسواق والبنى التحتية والطرقات الرئيسية، محذرًا من “كارثة إنسانية” تترقبها المنطقة مع استمرار التصعيد.
ووثق “الدفاع المدني” أمس، نزوح 129 عائلة (682 نسمة) من المنطقة إلى مناطق قريبة من الحدود التركية، بينهم 354 أطفال و191 نساء، مع تزايد أعداد النازحين من المنطقة، وفق تسجيلات مصورة نشرها الفريق في الأيام الماضية.
ويترافق التصعيد الجوي على المنطقة مع عملية عسكرية برية بدأتها قوات النظام بدعم روسي في الأيام الماضية، وأفضت للتقدم والسيطرة على عدد من القرى بريفي إدلب الشرقي والجنوبي، لتصبح قوات النظام على بعد نحو 13 كيلومترًا عن معرة النعمان.
وكانت المنظمات المحلية في إدلب وجهت نداءات استغاثة، في الأيام الماضية، بسبب ما وصفته بـ “الكارثة” التي تشهدها مدينة معرة النعمان وريفها بريف إدلب الجنوبي.