عروة قنواتي
طار الدون كريستيانو رونالدو في مباراة فريقه جوفنتوس أمام سامبدوريا في الدوري الإيطالي، في وقت سبق انطلاقة كلاسيكو الأرض بين برشلونة وريال مدريد، فجعل كثيرين متحفزين لفرجة الموسم قبل رأس السنة، بينما يتحسر قسم على غياب البرتغالي عن موقعة “الكامب نو” وفقدان العظمة والمتعة عن المنافسة.
هبط الدون وفي جعبته نقاط المباراة وهدف شغل وكالات الأنباء والصحف الرياضية حتى هذه اللحظة، بين مديح ومقارنات وحسابات، بينما هبطت طائرة الكلاسيكو بشكل آمن بتعادل سلبي في يوم ملئت فيه شوارع كاتالونيا بالاحتجاجات.
زين الدين زيدان قدم مع جوقته الملكية كل أشكال الاقتراب من الفوز، ولكن النقاط الثلاث طارت من رصيده وهبطت على الترتيب العام للدوري، نقطة لكل فريق ليعود الصراع إلى بدايته مع الغريم.
فالفيردي طار بالتعادل بعدما أقنع من حوله أن خير وسائل الإغلاق على أسلحة الميرنغي هو الدفاع عن الصندوق، ليهبط أرنستو بأمان وتبقى غصة غياب الملحمة الفنية عن أداء الفريق.
طيران الدون البرتغالي بدأ مجددًا بعد عركة ساري على الدكة، وبعد التخفي أمام تتويج النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بالكرة الذهبية، فتغلب رونالدو على أصعب أوضاع النفس المتأزمة وانفجر أهدافًا في مباريات قليلة، تنشغل المجلات والتحليلات بسرعة الانطلاق والدوران فيها حتى هذه الساعة.
النجم الأرجنتيني الذي دخل الكلاسيكو كيفما اتفق، كان قد حقق الهبوط الأمثل على أرض الملعب بعد رحلة الطيران التي دارت في نجوم العالم هذا العام، فجلبت لخزائنه وتاريخه لقب الأفضل في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) و”البالون دور” و”الحذاء الذهبي” متجاوزًا أرقام خصمه الدون.
بين الدون وهدفه الجميل وخلاصة الكلاسيكو، الذي لم يحمل أهدافًا لأول مرة منذ 17 عامًا، وهوامش الحكايتين، نظريات شتى للإقلاع والطيران والهبوط بسلام أو بأضرار معقولة.
مثلًا، طار أنشيلوتي من غرف نابولي إلى ميدان إيفرتون، وهبط مكانه اللاعب الدولي السابق جينارو غاتوزو، الذي ربما سيستمر بالهبوط كما جرى مع نادي الميلان، فصارت طائرة نابولي بحاجة إلى الصيانة، وقد تحمل الغياب الطويل عن الخدمة، كما حصل بعد رحيل النجم مارادونا عن صفوف الفريق قبل 30 عامًا.
يستمر يورغن كلوب بالتحليق مع ليفربول في الدوري الممتاز، ويقترب من مطار اللقب الجديد بعد طول انتظار، وتطير أحلام بيب غوارديولا في عهدة السيتي لهذا الموسم، وقد لا تحمل لقبًا غاليًا في أوروبا وإنكلترا إلا ألقاب البريستيج، والأمثلة كثيرة ومستمرة حتى ساعة تدوين هذه الأسطر.