عنب بلدي – ريف حلب
حذرت قوات “الشرطة والأمن العام الوطني” في مدينة اعزاز شمالي حلب المدنيين وأصحاب مراكز توزيع أسطوانات الغاز، من أساليب استهداف جديدة في المنطقة عبر تفخيخ أسطوانات الغاز.
وأشارت قوات الشرطة إلى وقوف من سمتهم “الإرهابيين” خلف الطريقة الجديدة، بحسب بيان أصدرته في 15 من كانون الأول، وحثت المدنيين وأصحاب المحال على الانتباه في أثناء عملية تسلُّم وتسليم الأسطوانة الفارغة بغرض استبدالها.
واستطاعت الجهات الأمنية في مدينة اعزاز كشف أسطوانة متفجرة كانت موضوعة بين أسطوانات الغاز، وردت إلى أحد معامل التعبئة في ريف حلب الشمالي، بعد ورود معلومات عن نية “وحدات حماية الشعب” (عماد قوات سوريا الديمقراطية) ابتكار أسلوب جديد للتفجير عن طريق أسطوانات الغاز.
وكانت طريقة التفخيخ “محكمة للغاية ومدروسة بشكل جيد لمنع اكتشافها”، وتم تفجير الأسطوانة عن بعد، بعد إبعادها عن المكان من قبل الجهات الأمنية دون إحداث أي أضرار بشرية، بحسب ما أفاد به مصدر خاص في الشرطة رفض الكشف عن اسمه لعنب بلدي.
كما طالبت مديرية الشرطة الإبلاغ عن أي أسطوانة أو جسم غريب يكون محل شك عبر رقم خصصته المديرية.
وفي أيلول الماضي، حذرت الشرطة العسكرية في مدينة اعزاز من طريقة تفجير تعتمد على إحداث تفجير بسيط حتى يجتمع عدد من المدنيين ليتبعه انفجار آخر أضخم بهدف إيقاع أكبر عدد من القتلى.
إجراءات سلامة
يوزع “الدفاع المدني” في مناطق ريف حلب الشمالي منشورات بين الأهالي، خاصة بالذخائر غير المنفجرة والألغام والعبوات الناسفة، والسيارات المفخخة، في حال الشك بوجودها أو رؤيتها، من قبيل “لا تقترب.. لا تلمس.. ثم أخبر فرق الدفاع المدني”.
وفي حال رؤية أو الشك بوجود عبوة ناسفة في أي مكان، أو كانت موضوعة ضمن سيارة أو دراجة نارية، يضع “الدفاع المدني” إشارة حولها مع التحذير من الاقتراب منها أو الحركة ويطلب من المدنيين مغادرة المكان، كما يطلب في حال الاشتباه بوجود جسم قابل للانفجار عدم لمسه أو محاولة تحييده حتى تصل الفرق المختصة، والابتعاد مسافة 100 متر كحد أدنى.
ونوه “الدفاع المدني” في منشوراته إلى الإشارات التي من الممكن أن تدل على وجود عبوات ناسفة، كالأرض المحروثة، والأسلاك المتروكة من دون ربط، والمباني المهجورة، وجيف الحيوانات، والأشياء المبعثرة في غير مكانها.
كما أطلق الجهاز الأمني عدة حملات أمنية كاستجابة لخطر التفجيرات، في محاولة لتقليل الأخطار الناجمة عنها.
وتتكرر عمليات التفجير في مدن ريف حلب الشمالي خلال الأشهر الماضية، وطالت أسواقًا شعبية، إلى جانب اغتيال شخصيات عسكرية في المنطقة، عبر السيارات والدراجات المفخخة، أو بعبوات ناسفة تعد محليًا “عن طريق العملاء سواء من التابعين للنظام السوري أو لخلايا تنظيم الدولة وحزب العمال الكردستاني”، بحسب تصريح سابق للناطق باسم “الجيش الوطني” السوري، يوسف حمود، لعنب بلدي.
وازدادت حدة التفجيرات في ريفي حلب والحسكة بعد العملية العسكرية التركية “نبع السلام” في شرق الفرات، التي انطلقت في 9 من تشرين الأول الماضي، وسط اتهامات متبادلة بين وزارة الدفاع التركية و”الوحدات” حول المسؤولية عن تلك التفجيرات.
وتتهم وزارة الدفاع التركية “الوحدات” بالوقوف وراء هذه التفجيرات، لكن الناطق باسم “قسد”، مصطفى بالي، اعتبر أن “المرتزقة المدعومين من تركيا يحاولون الآن تشريد السكان الكرد الباقين من منازلهم، عن طريق انفجارات عشوائية في مناطق مدنية”.