عنب بلدي – درعا
تشهد محافظة درعا، جنوبي سوريا، أزمة غاز خانقة مع سيطرة السوق السوداء، وفي ظل تضارب التصريحات الحكومية حول توفيره، وهو ما دفع المواطنين للجوء إلى وسائل بديلة كالطاقة الكهربائية والطهو على الحطب.
ومن المفترض أن يُوزّع الغاز على المواطنين بموجب البطاقة الذكية كل 23 يومًا، وهو ما لم يتم منذ حوالي ثلاثة أشهر، بحجة إعادة ضبط التوزيع، ومحاربة احتكار السوق السوداء.
عنب بلدي حاولت رصد آثار هذه الأزمة عبر لقاءات مع مواطنين، ومقاطعة التصريحات الحكومية، إضافة إلى تسليط الضوء على البدائل المتوفرة.
السعر يتضاعف
علمت عنب بلدي من عدة مواطنين في درعا أنهم يشترون جرة الغاز بسعر 12 ألف ليرة سورية من السوق السوداء، وهو ثلاثة أضعاف السعر الذي كانت تباع فيه خلال الصيف، والبالغ أربعة آلاف ليرة.
وتتوفر جرات الغاز ذات الأسعار المرتفعة على “بسطات”، يحاول أصحابها تجنب حملات الرقابة والتفتيش، كون سعرها النظامي يقدر بـ2400 ليرة سورية، على أن تصل إلى المستهلك بسعر لا يزيد على 3200 ليرة.
و”البطاقة الذكية” هي مشروع تنفذه شركة “تكامل” الحكومية، أطلقته وزارة النفط لتوزيع المشتقات النفطية على المواطنين، وأقرت حكومة النظام السوري خلال العام الحالي، توزيع أسطوانات الغاز عبر “البطاقة الذكية”.
نقص توريد
قال مدير فرع شركة “محروقات” الحكومية في درعا، حسن السعيد، لجريدة “تشرين” الحكومية، في 12 من كانون الأول الحالي، إن سبب الأزمة هو نقص توريد الغاز المسال للمحافظة.
وأوضح السعيد أن عدد البطاقات الذكية في درعا يبلغ 213 ألف بطاقة، وهذه البطاقات بحاجة إلى 276 ألف أسطوانة شهريًا، بمعدل أسطوانة واحدة لكل بطاقة خلال 23 يومًا، بينما تم الشهر الماضي توفير 100 ألف أسطوانة غاز فقط.
تصريحات السعيد تضاربت مع تصريح آخر لمدير عمليات الغاز في سوريا، أحمد حسون، الذي تحدث لإذاعة “ميلوديFM ” المحلية، في 7 من كانون الأول الحالي، ونفى وجود نقص في مادة الغاز، وأرجع سبب الأزمة إلى زيادة الطلب على المادة، خاصة مع قدوم فصل الشتاء، مؤكدًا على أن مديرية التوزيع تعمل على زيادة الإنتاج بشكل تدريجي.
ما البدائل؟
يلجأ المواطنون في درعا لاستخدام وسائل تخفف أو تعوض نقص الغاز، خاصة في استخدامات التدفئة، والطهو.
ومن ضمن البدائل التي رصدتها عنب بلدي للغاز، استخدام “طباخات الكهرباء”، وهي أنواع من السخانات مخصصة للطبخ خلال ساعات التزويد، الأمر الذي سبب استجرارًا كبيرًا للكهرباء في المحافظة، وبالتالي زيادة الانقطاعات الناتجة عن الحمولات الزائدة، إلى جانب ساعات التقنين.
كما يلجأ بعض المواطنين إلى الطهو بإشعال الحطب ضمن مواقد مخصصة، وهو خيار غير صحي، لما تخلفه تلك المواقد من انبعاثات وغازات سامة.