مجازر أيار تضع حلب في الواجهة.. وآلة القتل مستمرة
تستمر قوات الأسد بقصف المدن والبلدات الخارجة عن سيطرتها وخصوصًا مدينة حلب وضواحيها، وسط تحليلات عن الفوائد التي يجنيها تنظيم “الدولة الإسلامية” من استهداف طيران الأسد للمعارضة في ريف حلب الشمالي، خصوصًا بعد هجومٍ واسعٍ على المنطقة الأسبوع الماضي.
الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثّقت في تقرير نشرته اليوم الجمعة (5 حزيران)، ما لا يقل عن 45 مجزرة خلال شهر أيار المنصرم.
وأشار التقرير إلى أن قوات الأسد نفّذت 38 مجزرة، بينما نفّذ تنظيم “الدولة” ثلاثة مجازر، كما نسب التقرير ثلاثة مجازر للمعارضة المسلحة ومجزرة واحدة لقوات التحالف الدولي.
وتوزعت المجازر على عدد من المدن السورية، فكان نصيب حلب 18 مجزرة و8 مجازر في كل من إدلب ودير الزور، بينما نُفذت ثلاثة مجازر في حلب ومجزرتان في كل من حماة ودرعا والحسكة.
وقالت الشبكة إن 601 شخصًا قتلوا جراء هذه المجازر كان بينهم 154 طفلًا و 90 سيدة، مضيفةً أن نسبة النساء والأطفال ارتفعت لتصل إلى 37%، ما يدل على أن المدنيين استُهدفوا في غالبية المجازر.
وتوزع الضحايا بسحب منفذي المجازر إلى 498 شخصًا على يد قوات الأسد بينهم 118 طفلًا و70 سيدة، بينما قتل تنظيم “الدولة” 21 آخرين وقتلت فصائل المعارضة المسلحة 18 مدنيًا بينهم 5 أطفال وسيدة في محافظة حلب، في حين نفذت قوات التحالف الدولي مجزرة في قرية بئر محلي راح ضحيتها 64 مدنيًا بينهم 31 طفلًا و 19 سيدة.
وأكّد تقرير الشبكة أن حالات القصف من قبل قوات الأسد كانت متعمدة وعشوائية وموجهة ضد أفراد مدنيين عزل، ما يدل على انتهاكها لأحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان، بينما أظهرت سياسة الإعدامات والقتل التي ينفذها تنظيم “الدولة” على أنها ترتكب في ظل هجمات واسعة ترقى لأن تكون “جرائم حرب”.
وأوصت الشبكة بالتوقف عن اعتبار الحكومة السورية طرفًا رسميًا بعد ارتكابها لجرائم ضد الإنسانية فيما يتعلق بالجانب الإغاثي، داعيةً إلى التوقف عن إمدادها بالقسم الأكبر من المساعدة المالية والمعنوية، والتي تصل غالبًا تصل إلى الموالين ولا تصل إلى من يستحقها.
بدروها وثقت شبكة حلب نيوز بداية حزيران الحالي سقوط 234 برميلًا متفجرًا و477 صاروخًا على محافظة حلب خلال شهر أيار المنصرم، مشيرةً إلى أن 9 مجازر نُفذت في المحافظة بينها واحدة لقوات التحالف وأخرى لتنظيم “الدولة”، وأن القصف استهدف أكثر من 233 نقطة، ما أوقع أضرارًا مادية وتسبب باستشهاد نحو 530 مدنيًا بينهم أطفال ونساء.
من جهتها أشارت هدى العلي، الباحثة في الشبكة السورية لحقوق الإنسان ومسؤولة قسم الضحايا والانتهاكات خارج نطاق النظام إلى أن “نظام الأسد يقصف المناطق الخارجة عن سيطرته ومناطق سيطرة تنظيم داعش كمدينة الباب، موجهًا بذلك رسالة مبطنة لقوات التحالف مضمونها أننا من الممكن أن نتدخل كشريك في قصف مناطق التنظيم”.
وأردفت العلي في حديثٍ إلى عنب بلدي بخصوص نسب مجازر الجميلية والأعظمية للمعارضة أن الشبكة “تعتمد على ناشطين داخل مدينة حلب وعلى نوع القذيفة المستخدمة ومصدرها”، مضيفةً “تحتمي قوات الأسد في الأحياء السكنية التي تسيطر عليها بالمدنيين كما أن دقة القذائف محلية الصنع التي تستخدمها فصائل المعارضة كجرات الغاز والصواريخ ضعيفة جدًا واحتمال خطأ إصابتها كبير”.
وتعاني محافظة حلب من القصف الهمجي بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية بشكل يومي، ما يؤدي إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، كان آخرها سقوط ثلاثة شهداء وإصابة مدنيين آخرين باستهداف طائرات قوات الأسد لحي الميسر اليوم الجمعة ببرميلين متفجرين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :